الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل السيبرالكس يزيد من قوة ذاكرتي بشكل دائم؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من ضعف الذاكرة والتركيز, حيث إني أنسى المعلومات الجديدة بسرعة, أو تبقي منقوصة في عقلي, حتى بدأت أنسى المعلومات القديمة التي كانت متأصلة.

بالنسبة للتركيز: فإن تركيزي يكون عند درجة منخفضة, حتى في أقصى حالاته لا يزيد عن المتوسط, ولذلك في دراستي وغيرها لا أصل إلى حد بعيد في الحلول المتركبة, فبعد حد معين من التخيل وترتيب الأفكار والنتائج أحس بأن عقلي بدأ يعقد عقدة أقف عندها, وأشعر بأن رأسي كأنه (ماكينة) حُمِّلت فوق الحمل, وتكاد تنهار.

ذهبت إلى أطباء أعصاب, وأساتذة, ودكاترة, وكتبوا لي أدوية, وفيتامينات, ومقويات, ومضادات للتوتر والقلق, مثل (أركاليون فورت) و(سيبرالكس) وشُخصت الحالة بأنها قصور, واضطراب في الدورة الدموية, ولكن أنا أعتبر هذه الأدوية مؤقتة, حيث إني تناولتها شهرا، ثم عندما انقطعت عنها وفي أول يوم شعرت بهبوط حاد في النشاط العقلي، بالإضافة إلى أنها حبوب, وأنا أيضا أعتقد أنها تضر معدتي, فأنا أتناول الكثير من الحبوب أيضا.

السؤال هو: هل هذا الدواء يزيد من تركيزي وذاكرتي بشكل دائم, أم أني سأضطر إلى تناوله بقية حياتي؟ وهل هناك دواء يزيد ذاكرتي وتركيزي بشكل دائم, ويكون له أثر دائم؟

أتمنى لك ولنا التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

لا بد أن يحدد أولاً سبب ضعف التركيز لديك، في مثل عمرك لا تُوجد أسباب عضوية حقيقة لضعف التركيز، والأسباب النفسية يجب أن يُنظر إليها، وإن وجدتْ يتم تشخيصها، فالقلق والاكتئاب النفسي المقنع كلاهما قد يؤدي إلى ضعف التركيز وتشتته.

ومن ناحية أخرى قد يكون ضعف التركيز مجرد شعور وسواسي، وأيضا ضعف التركيز والذاكرة قد يكون مكتسبًا من نمط الحياة الخاطئ، وأقصد بذلك أن الإنسان لا يُحْسِن إدارة وقته، ويكون نومه مضطرباً، وأنشطته الحياتية متداخلة بدرجة تجعل تركيزه ضعيفاً.

إذًا الخطوة الأولى هي التشخيص، وما ذكره لك الأساتذة الأطباء بأنه يوجد لديك قصور في الدورة الدموية -مع احترامي الشديد لما ذُكر لك- يحتاج إلى المزيد من الاستقصاء، ما معنى القصور في الدورة الدموية؟ هذا أمر نادر الحدوث في مثل عمرك.

عموماً الذي أراه هو:

أولاً: أن تنظم حياتك وتعيد هيكلتها، وأهم شيء تقوم به هو: النوم المبكر، وممارسة الرياضة، والتوازن الغذائي، وممارسة تمارين الاسترخاء، فهذه الأربعة مهمة جداً لتحسين الذاكرة، وهي مجربة ومعروفة.

ثانيًا: القراءات القصيرة لمواضيع قصيرة مع تكرارها أيضا تحسن الذاكرة.

ثالثًا: قراءة القرآن بتدبر وتمعن تحسن الذاكرة.

رابعًا: الترفيه عن النفس بما هو طيب وجيد ومباح يحسن الذاكرة.

الرغبة في التحصيل العلمي والتوسع المعرفي أيضاً مهمة جداً لتحسين التركيز، وكذلك الذاكرة.

يا أيها الفاضل الكريم: طَبِّق ما ذكرته لك، وأياً كان السبب في اضطراب ذاكرتك وتشتت تركيزك قطعاً سوف تحس بنوع من التحسن.

بالنسبة للمركبات العلاجية كالـ (أركاليون فورت) ذكر عنها الكثير، لكن أرى أن جدواها محدود جداً بالنسبة لصغار السن.

السبرالكس الذي أعطي لك أعطي لاعتبار أنك تعاني من قلقٍ أو اكتئاب، وهذه النظرية قد تكون صحيحة، لكن ما دام الدواء لم تستفد منه كثيراً أيضا هذا يشككنا في هذا التشخيص.

عموماً عليك أن تلجأ للمنهاج والأساليب التي ذكرتها لك، والبعض استفاد من التنظيم الغذائي لتحسين الذاكرة، وتناول مركب (أوميغا 3) أيضاً يقال أنه قد أفاد بعض الناس.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا أعتقد أنك تعاني من خلل عضوي في ذاكرتك، إذًا: لن يستمر معك هذا الاضطراب في التركيز إذا قمت بتعديل نمط حياتك على الأسس التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً