الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أسباب التعرق المفرط عند مواجهة الناس، أو عند الإحراج؟

السؤال

أشكركم على ما تقدمونه من نصائح وإرشادات، جعلها الله في ميزان حسناتكم، أما بعد:

أنا عمري 28 سنة، مدرس ولاعب كرة قدم بأحد الأندية، وأمارس حياتي الاجتماعية بشكل رائع واجتماعي جداً، لكن لدي مشكلة أنه عندما أواجه موقفًا محرجًا مهمًا كان بسيطًا، أو عندما أواجه الآخرين يبدأ الجسم بالتعرق بكثافة، وكأني قد جريت ساعة كاملة، وخاصة في منطقة الوجه والرقبة والرأس، علما أن التعرق لا يصاحبه احمرار الوجه، أو ارتفاع دقات القلب، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو رعشة في اليدين، أو أي أعراض أخرى.

كذلك يا دكتور التعرق لم يمنعني من مواصلة حياتي الاجتماعية، وعلاقاتي الكثيرة مع أحبابي لدرجة أن كثيرًا من أصحابي يغبطوني على جرأتي، لكن التعرق مسبب لي قليلًا من الإحراج.

السؤال: ما هي أسباب التعرق المفرط عند مواجهة الناس، أو عند الإحراج، وما هو العلاج بنظرك؟ علمًا أني راجعت استشاري جلدية، وقال لي الأسباب لدينا غير معروفة، ونصحني بزيارة دكتور نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعرق عند المواجهات الاجتماعية يعتبر عرضًا من أعراض المخاوف القلقية عند المواجهات، وفي حالة عدم شعور الإنسان بخوف حقيقي، وظهور التعرق هذا نعتبره أحد الأعراض المقنعة للخوف، أي ليس هنالك مكون نفسي واضح، لكن هنالك مكون جسدي، فالغدة العرقية والتي يتحكم فيها الجهاز العصبي اللاإرادي يزداد إفرازها عند المواجهة.

وهذا قطعاً نوع من أنواع الخوف الاجتماعي البسيط، حالتك بسيطة جداً، ولا تنزعج لها -أخي الكريم-، لا تراقب ذاتك كثيراً في هذا الموضوع، وأكثر -أخي- من المواجهات الاجتماعية، وأنت -الحمد لله تعالى- بطبيعة عملك كمعلم، ولاعب كرة قدم هذا يتيح لك فرصة عظيمة جداً من أجل المزيد من التواصل الاجتماعي، أعتقد أنك أيضاً محتاج إلى أن تدرب نفسك على تمارين الاسترخاء، والتي هي تحت رقم 2136015 ستكون مفيدة لك أيها -الفاضل الكريم-، فأرجو أن ترجع لها وتطبق ما بها.

وإن تمكنت أن تذهب لطبيب نفسي كما نصحك الأخ طبيب الجلدية، فلا بأس في ذلك، وأعتقد أنك محتاج إلى أدوية بسيطة جداً مثل: عقار جلبرايد، والذي يعرف باسم سلبرايد الجرعة 50 مليجرام كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، وعقار آخر هو اندرال، والذي يعرف باسم بروبانوال بجرعة 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين، الإندرال يساعد بالفعل في علاج مثل هذه الحالات، الشيء الوحيد الذي يجب ملاحظته هو أن الإندرال لا يعطى بالنسبة للذين يعانون من الربو.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً