الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع خلف العين ورائحة كريهة من فمي.. ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أولاً: أشكركم على الموقع الرائع وعلى ما تقدمونه للناس من نصائح، واستشارات مجانية، وأسأل الله أن يغفر لكم ويدخلكم جناته على ما تقومون به.

أنا شاب عمري 21 سنة، ومشكلتي بدأت منذ حوالي 5 سنوات، وهي أني أعاني من صداع خلف العين تقريبًا خمسة أيام في الأسبوع، وأعاني من ضغط في وسط أذني مع إفرازات شبه يومية، وأعاني من إفرازات من أنفي إلى خلف الحلق مسببة لي طبقة بيضاء على اللسان، ومسببة لي رائحة كريهة.

قبل شهر تقريبًا قمت بتغيير أثاث غرفة نومي القديم، وخفت الأعراض بشكل كبير، أصبح صداع العين يأتيني تقريبا مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا.

اختفى ضغط الأذن، ولكن الإفرازات ما زالت موجودة، وخفت الطبقة البيضاء على لساني، وبالتالي خفت الرائحة، ولكنها ما زالت موجودة، مع العلم أني كنت أعاني من حساسية مزمنة في الأنف عندما كنت طفلاً، لكني لا أعلم هل ما أعاني منه الآن هو امتداد لهذه الحساسية، أم لا، لقد فقدت ثقتي بنفسي، وأصبحت شخصًا انطوائيًا لا أقابل الناس بسبب رائحة فمي، أرجوك أن تركز في إجابتك على كيفية علاج الرائحة؛ لأني لا أستطيع الاحتمال أكثر.

وشكرًا مقدمًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاشم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حساسية الأنف من أعراضها عطاس، ورشح، وحكة، وانسداد في الأنف، ونتيجة هذا الانسداد تتجمع الإفرازات بالأنف لتنزل على الحلق وخاصة عند الاستيقاظ من النوم والحساسية من الأمراض المزمنة، والتي تبقى معك أمدًا طويلاً، أو تظهر أعراضها السابقة بوضوح كلما تعرضت لمهيجات الحساسية مثل: التراب، والدخان، والعطور، والمبيدات الحشرية، وعلاج تلك الحساسية الأساسي هو البعد عن مهيجاتها بالإضافة إلى تناول مضادات الهيستامين مثل: حبوب كلارا، أو كلاريتين حبة كل مساء مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميًا، أو رينوكورت، أو رينوكلينيل مرتين يوميًا للتغلب على تلك الأعراض، والتي هي امتداد لحساسية الأنف، والتي تعاني منها منذ الطفولة.

ولكن تغير رائحة الفم ليس له علاقة مباشرة بحساسية الأنف، اللهم إلا إذا سببت حساسية الأنف التهابًا مزمنًا في الجيوب الأنفية - نتيجة الإنسداد- فتتجمع الإفرازات في تلك الجيوب وتتكاثر عليها البكتريا مسببة تغيرًا في رائحة الأنف، والحلق بسبب هذا البلغم الملون.

وهناك العديد من الأحوال التي ينبعث فيها من الفم رائحة كريهة، لكنها تكون مؤقتة وسرعان ما تزول فمثلاً: عند الاستيقاظ من النوم، أو المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية لمدة طويلة كما في الصيام؛ ولذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حتى لا ننفر من هذه الرائحة: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات، أو البصل، والثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة، أو عند التدخين، أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت، ولا تشكل المعدة مصدرًا أساسيًا لرائحة الفم كما كان يعتقد في الماضي؛ لأن المريء يكون منقبضًا أغلب الوقت، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم، ولكن في حالات حدوث أي خلل في الصمام العضلي، والمتواجد بين المريء والمعدة مسببًا رجوع غازات، وحمض المعدة الى أعلى، فيحدث تغير لرائحة الفم بسبب هذا الارتداد المريئي، ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم، والتي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسئولة عن الرائحة النفاذة والغير مرغوب فيها.

ويعد سطح اللسان - كذلك - مرتعاً خصبًا لهذه البكتريا؛ خصوصاً في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي، وهناك طرق عديدة لتجنب تغير رائحة الفم، منها:
- استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يومياً (قبل النوم، وبعد الاستيقاظ ).

- استخدام السواك في تنظيف الأسنان، وتطهير رائحة الفم لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)، وحديث: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).

- العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.

- استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.

- تجنب التدخين والمدخنين.

- تنظيف الفم بعد شرب الحليب، أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة، ولو بالمضمضة (إلا اللبنة، فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة).

- ومضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.

- استعمال المواد المعقمة للفم (مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع).

- الإكثار من تناول الخضرة والفاكهه، هذا، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة، منها:

- مضغ البعض من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم.

كما أن بعض الأمراض المزمنة مثل: مرض السكري، والفشل الكلوي، والفشل في وظائف الكبد، والعلاج بالأشعة لمرض الأورام الخبيثة، والتغيرات في الهرمونات تعتبر من أهم الأسباب غير الفموية لتغير رائحة الفم، والتي يجب علاجها، أو السيطرة عليها للتخلص من الرائحة الناتجة عنها.

وأخيرًا فيجب ألا تفقد ثقتك بنفسك وتنزوي بعيدًا عن الناس، فالأمر أيسر وأبسط من ذلك، فلو اتبعت النصائح السابقة، فسوف تتخلص من أي رائحة غير مرغوب فيها.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً