الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غزارة الدورة الشهرية وتفكيري بها

السؤال

أشكركم على إتاحة الفرصة لي، لطرح سؤالي الغريب.

أنا فتاة لم أتزوج، والدورة تأتيني غزيرة، وأضطر لأن أشتري فوطا كثيرة، والآن أصبحت أفكر بأنه لا يلبس الفوط غير الأطفال، وصار معي قلق وهم، وتراودني أفكار غريبة، كأن أترك الفوط، وخاصة مع تأخر الزواج أصبحت موسوسة؟

أرجو مساعدتي في مشكلتي الغريبة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يا أختنا الفاضلة، أنت لديك مشكلة طبية يجب علاجها، وليس من المعقول ترك الدورة غزيرة هكذا دون علاج؛ لأن ذلك يؤدي بك إلى حالة من فقر الدم والأنيميا.

أما موضوع الفوط الصحية، فهذا إجراء طبيعي تضعه كل السيدات، وكانت السيدات في العصور السابقة يضعن قطعا من القماش؛ لتجنب ترك الدورة تظهر على ملابسهن، والفوط الصحية نعمة، ونظافة، وطهارة، تحرص عليها كل السيدات، ولا عيب في ذلك.

ولا وجه للشبه بين الفوط الصحية للسيدات، وبامبرز الأطفال، إلا في الوظيفة، وهي النظافة والطهارة، وعند انتظام دورتك الشهرية، سوف تتخلصين من تلك الوساوس، وتنعمين بحياة صحية مستقرة - إن شاء الله -، مع تناول كبسولات مقوية للدم، مثل: (Materna)، (وكبسولات فيتامين د) الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية، والتغذية المناسبة.

وغزارة الدورة أو (polymenorrhagia)، هي نزول الدورة الشهرية، مصحوبة بكتل دم متجلطة ويحدث ذلك؛ بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون (إستروجين)، وحده هو المسؤول عن الدورة، ويقل كثيراً هرمون (بروجيستيرون)، الذي من المفترض زيادته بعد التبويض، وهذا الخلل يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم، على حساب النمو الطبيعي للبطانة، وإلى النزيف المتكرر، وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية.

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث، وجود ما يعرف بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الكسل في نشاطها، يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم (CBC)، وفحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH-- FreeT4)، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولكن عموماً، في حالة عدم التمكن من زيارة الطبيبة في الوقت الحالي، أو إجراء الفحوصات، ولإعادة التوازن الهرموني، يمكنك تناول حبوب (دوفاستون)، التي تحتوي على هرمون (بروجيستيرون صناعي Duphaston 10mg) وتؤخذ قرص واحد مرتين يومياً، من اليوم 16 من بداية الدورة، وحتى اليوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفي عنه، حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول.

ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6شهور، مع تناول قرص (بروفين 600 مج)، بداية من اليوم الرابع للدورة، وحتى يرتفع الدم - إن شاء الله -، وبالتالي سوف تنتظم دورتك الشهرية، ولا داعي للقلق أو الخوف.

وفي حالة الوزن الزائد، يجب العمل على إنقاص الوزن، من خلال حمية غذائية، وممارسة الرياضة، مع تناول أقراص (جلوكوفاج 500 مج)، مرتين يومياً، بعد الغذاء والعشاء، للمساعدة في علاج التكيس، وضبط مستوى الهرمونات، وتنظيم الدورة الشهرية.

ومن الأدوية التى تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية أيضاً، وتكرار النزيف هو،(Ormeloxifene 30 mg) ويؤخذ مرتين أسبوعياً، لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعياً لمدة أربعة شهور.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً