الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي مع الرهاب الاجتماعي تؤثر على حياتي سلباً، أريد حلاً.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر لكم جهودكم في هذا الموقع، عسى الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة عمري 23 سنة، مشكلتي هي: الخجل الاجتماعي، وتحديدًا في احمرار وجهي في بعض المواقف، لا شيء يقلقني كهذا الأمر، فكلما تذكرت أن وجهي يصبح أحمراً، شعرت بحرارة في وجهي، وازددت خجلًا، فتمنيت أن أختفي عن أعين الناس، وبعض المرات يخبرني أحدهم أن وجهي أصبح أحمراً، بدون أن أشعر بذلك، وبدون أن أكون في موقف يستدعي الخجل.

مع العلم أن هذا الخجل ليس دائماً، يغمرني في بعض الأحيان، لحظات أكون جريئة وثقتي بنفسي عالية، وأستطيع التحدث بصوت عال، وأتصرف بعفوية، وأستطيع أيضًا أن أقوم بتقديم عرضاً أمام مجموعة من الناس، وأشرحه بدون خجل أو خوف.

لا أستطيع أن أحدد تمامًا ما هي المواقف التي تثير خجلي وخوفي من الناس، لكن تقريبًا قد أكون في لحظة رهاب من الناس في المواقف التي تكون فيها ثقتي في نفسي ناقصة، أو التي لا أكون فيها مستعدة للمواجهة.

عندما أكون في مجموعة من الناس ويوجه لي أحدهم سؤالاً مفاجئاً أو تعليقاً، ثم تتوجه كل الأنظار إلي، فإن هذا الموقف يخيفني، وأبدأ بالشعور بدقات قلبي تزداد، والدم يثور في وجهي، فيزيدني هذا الشعور خجلًا، رغم أنني أحدث نفسي بأنه لا بأس، لا شيء يستحق الخجل، جميعهم ناس مثلي، لكن بلا فائدة.

أيضا في بعض المواقف -لكنها نادرة الحدوث-، أتلعثم وينعقد لساني وأنسى ما أريد قوله -حصل هذا في مقابلة للوظيفة-، مع العلم أنني الآن في عمري هذا أفضل مما كنت عليه قبل أكثر من سنة، وأشعر أن هذه المشكلة تخف تدريجياً كلما كبرت، لكن وكما قلت ما يتعبني هو حمرة وجهي، وارتجافي.

أحيانا أرغب في التخلص من هذه المشكلة، وخصوصا أنني مقبلة على وظيفة وعلى زواج، وقرأت استشارة في موقعكم عن عقار الأندرال، فكرت في أخذه، لكن فضلت أن أستشيركم أولاً، وجزيتم عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ norh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

نعم يمكن لبعض الشابات، وخاصة من صاحبات البشرة البيضاء أن يحمرّ وجهها أو الخدان، وخاصة في بعض المواقف المحرجة قليلاً، أو التي تسبب لها بعض الارتباك الاجتماعي، كالحديث مع أصدقاء جدد، أو أشخاص غرباء، أو عندما تجد نفسها في موقف غير معتادة عليه، فتشعر باحمرار الوجه وسخونته.

واحمرار الوجه ردة فعل فيسيولوجية لا إرادية، حيث لا يستطيع الإنسان السيطرة على ردة الفعل هذه؛ لأنها لاإرادية، ولكن يمكن من خلال الزمن، ومن خلال النمو والنضج الاجتماعي أن تعتاد الشابة على مثل هذه المواقف، وبالتالي لا تعود تربكها، وبالتالي لا تنفعل ولا تشعر باحمرار الوجه.

والواضح أن شخصيتك وكما ورد من خلال سؤالك شخصية قوية واجتماعي، فهذا سيمهد لك الطريق ويسرّع نضجك الاجتماعي، وخاصة أنك الآن في العشرين من العمر، وهي مرحلة نهاية المراهقة، وبالذات مرحلة النضج الاجتماعي، فاطمئني، ما هي إلا فترة تطول أو تقصر حتى تعتادين على مثل هذه المواقف الاجتماعية، واحمرار الوجه هذا لا يشير لضعف في الشخصية أو ما شابه، بل على العكس، يدل على حسن الأدب والخلق.

ومن الآن وحتى يحصل هذا، فلا بأس من احمرار الوجه القليل هذا، فهو مؤشر طبيعي لأدبك وخلقك، وبأنك ما زلت في مرحلة النمو، والناس يتوقعون هذا من مثلك، وبالعكس قد يستغربون لو كنت غير هذا.

والعلاج الدوائي الذي ورد في سؤالك ممكن تماما، حيث هناك بعض الأدوية التي تساعدك على التحكم بالأعراض الخارجية للرهاب الاجتماعي، ومنها احمرار الوجه، ومنها: دواء بروبرونالول/ إنديرال (Prpronalol/ Inderal)، وهو دواء يستعمل بجرعات عالية لعلاج بعض أمراض ضغط الدم وغيره، إلا أنه بجرعات صغيرة يفيد في التخفيف من الأعراض الخارجية للقلق والرهاب، ويمكن تناول 20 ملغ ساعة قبل التعرض للموقف الذي يتوقع الإنسان أنه سيرتبك فيه، كالمقابلات الرسمية وغيرها.

وعادة أنصح أن يشرف على علاج مثل هذه الأمراض والصعوبات النفسية الطبيب النفسي، والذي أمامه عدة خيارات يعرفها هو غير هذا الدواء الذي ذكرته هنا.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً