الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من حالة الخوف التي تنتابني عند الأكل والسفر؟

السؤال

السلام عليكم

لدي حالة خوف تعود وترجع في نفس اليوم، مثلا عند الأكل يكون عندي إحساس أن الأكل سيتوقف في حلقي، وتأتيني حالة خوف لدرجة أني خففت أكلي عن السابق، وكذلك في حالة السفر في لحظتها أخشى -لا قدر الله- أن يأتيني شيء وأنا في الرحلة، أو يأتيني في المكان الذي أنا ذاهب إليه، وأصبح حزينًا تعيسًا محبطًا.

أرجو إفادتي ونصحي -رعاكم الله- أرشدوني؛ لأن حالتي بدأت تتعبني، مع العلم أن هذه الأعراض تختفي في بعض الأحيان، فتختفي عند الأكل، أو السفر، وفي نفس اليوم تراودني الأفكار المتشائمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Turki حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة -إن شاء الله- بسيطة، والذي تعاني منه ربما يكون نتج من تجربة سلبية سابقة تجسدت المشكلة في ابتلاع الطعام، فربما يكون في مرة من المرات لم تمضغ الطعام بصورة جيدة، ومن ثم تعسر ابتلاعه بصورة سلسة وسهلة، وتولد عندك هذا الشعور بأن الطعام يتوقف في حلقك، هذا نوع من قلق الوساوس وربما يكون نتج من دون أي سبب.

كثيراً ما تحدث هذه المخاوف الوسواسية بدون أي أسباب معروفة، لكن كثيراً من الحالات أيضاً نشاهد فيها تجارب سلبية سابقة، حتى وإن كانت بسيطة، لكنها من الناحية النفسية غالباً ما تكون مهمة، وبعد ذلك تولد لديك ما نسميه بالقلق التوقعي ذو الطابع الوسواسي، فمثلاً أنت في حالة السفر تخاف كثيراً، ويأتيك هذا الفكر التشاؤمي وتضع افتراضات سلبية، هذا الفكر وسواسي استباقي.

الذي أنصح بك هو أن تتجاهل هذه الأفكار تماماً، وأنت -الحمد لله- في بعض الأحيان تكون جيدا وتختفي عنك هذه الأعراض، فتذكر هذه اللحظات الطيبة التي تكون فيها مسترخياً ودون أعراض، وفي ذات الوقت أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء وهي ذات فائدة كبيرة جداً، إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم 2136015 أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة، وتطبق هذه التمارين، وسوف تستفيد منها كثيراً إذا طبقتها بصورة صحيحة.

أيها الفاضل الكريم: الوساوس دائماً تحمل معها درجة عالية من القلق ومن المخاوف، فلا بأس من أن تتناول دواء مضادا للمخاوف لفترة قصيرة، وإن استطعت بالطبع أن تذهب إلى الطبيب النفسي هذا أفضل، وإن لم تستطع فالدواء الذي أرشحه في مثل حالتك العقار الذي يعرف باسم لسترال، واسمه العلمي سيرترالين، الجرعة التي تتطلبها حالتك جرعة صغيرة تبدأ بنصف حبة هي 25 مليجرام، حيث إن الحبة تحتوي على 50 مليجرام، استمر على نصف الحبة لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة أي 50 مليجرام تناولها يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم 50 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهراً آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: مجمل الأمر حالتك قلقية وسواسية استباقية بسيطة -إن شاء الله تعالى- اصرف انتباهك عنها من خلال تجاهلها، وممارسة تمارين الاسترخاء، وتناول الدواء الذي وصفته لك، ولا بد أن تبحث عن عمل أيها الفاضل الكريم، العمل يؤهلك تأهيلاً إيجابياً، وقطعاً يساعد في التخلص من هذه الأعراض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ام حسام

    نشكركم على هذهالمساهمة التي نحن جميعا نعاني من هذه المشاكل ولانجد من نتحدث معه على مشاكلنا .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً