الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقتنع بزوجتي وأفكر دوما بزواج المسيار.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الله ثم منكم حل مشكلتي، أنا رجل متزوج، ولديّ أطفال ولله الحمد، وأعيش حياةً مستقرةً من كل الجوانب، أحب زوجتي جدّاً، ولا أريد غيرها، ولكن الذي يسيطر على فكري وهاجسي هو زواج المسيار، ولا أعرف لماذا؟ زوجتي لم تقصر عليّ بشيء، وأنا -فعلاً- لا أريد غيرها، لكن الموضوع يكاد يشغل كل تفكيري، لدرجة أنه لا إرادياً أجد نفسي أبحث عن زوجة أخرى، وفي كل مرة يأتي شيء وأتراجع، ثم أبقى فترةً وأكرر مرةً أخرى، والآن أصبح شغلي الشاغل، وبحثي مستمر، وقد أتعبني الموضوع، وأنا -فعلاً- صادق لا أريد غير زوجتي، وأريد أن أبعد هذا الهاجس عني، أرجو المساعدة بالحل.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مساعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

يبدو أنه واضح في ذهنك ماذا تريد، وبأنك ترغب جدّاً بزوجتك، ولا تريد غيرها، إلا أن الانشغال الدائم بموضوع الزوجة الثانية سواء كان زواج مسيار أو غيره قد سيطر عليك، وربما قد يكون الأمر قد وصل لحدّ الوسواس القهري، أو كما أحبّ أن أسميه التفكير القهري، وربما هناك أكثر من تحليل لهذا الانشغال البريء، منها أنك حقيقة لا تريد غير زوجتك، إلا أنك تعيش وسط بيئة أو أصحاب ممن يكثر الحديث في هذا الموضوع، وبالتالي فأنت متشرّب بهذا الجو الثقافي من حولك.

التحليل غير البريء -إذا سمحت لي- أنك في أعماق نفسك تريد التعدد، وترغب به، إلا أن هناك ما يمنعك، ويحاول إقناعك بغيره، كالوفاء لزوجتك الفاضلة التي لا تشك في حبك لها، أو بسبب ضميرك، وخلقك، وطبيعة تربيتك ونشأتك، إلا أن هذه الرغبة تظهر إلى السطح بين الحين والآخر، إلا أنك تقومها بشكل أو آخر.

إن أهم صعوباتك في هذا الموقف هو موقف التردد والحيرة، تحت عنوان أفعل أو لا أفعل، ولا شك أنه موقف صعب تعيشه، وخاصةً أنك مع زوجتك الوفية لك، والتي أنت تحاول أن تكون وفيّاً لها.

إن مما يهوّن عليك الأمر عدة أمور، ومنها:

الأول: أن تقول في نفسك: إنك لن تقوم بهذا الزواج الثاني، وأنك على وضوح من هذا الأمر.

والثاني: أن تتعامل مع الأمر على أنه فكرة قهرية وسواسية، متذكراً أن الأفكار القهرية الوسواسية لا يمكن أن تتحول إلى واقع عملي ممارس من تلقاء نفسها، فلا خوف منها، وبذلك فأنت تحرر نفسك من شبح هذه الفكرة.

وثالثاً: دع هذه الفكرة تأخذ راحتها في ذهنك، ولا تحاول مقاومتها، فهي لن تضرّك، ولن تؤذيك في شيء طالما هي فكرة وسواسية قهرية.

وفقك الله، وأسعدك في حياتك الزوجية مع زوجتك وأطفالكما.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي، وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

لقد أسعدنا حرصك على الاستشارة، ونتمنى أن تستمر مع زوجتك التي شهدت لها بكل الخير، ولا تتبع ما يفعله بعض الناس من باب الموضة، والمحاكاة، والتنافس، والزواج مشروع كبير، بل هو ميثاق غليظ، وليس ميداناً للتجارب، واستغلال حاجة النساء، والأصل في الزواج ألا يكون مسياراً، بل هو زواج مستقر، للزوجة الأولى ما للثانية، والعدل شريعة الله، وفي المسيار تتنازل المرأة عن بعض حقوقها، والتجارب والحالات معظمها مرارات، وشكاوى تتردد، وعمر زواج المسيار قصير، وهناك من يهرب بمجرد علم الزوجة الأولى، والعافية لا يعدلها شيء، وترددك في مكانه، وفيه ما يدل على أن رغبتك ضعيفة، والزواج مسؤولية، والرجل راعٍ في أهله، ومسؤول عن رعيته.

نتمنى أن تكون زوجتك لا تعلم؛ حتى لا تفقد أمنها، وطمأنينتها وطالما كانت زوجتك تقدم لك التقدير، والاحترام، فمن حقها أن تفوز بالحب والأمان والإكرام، ولا شك أن للرغبة التي تصعد في نفسك وتهبط أسباباً، فهل أنت ممن يتابع مواقع الزواج؟ أم إنك مع زملاء يتحدثون عن المسيار؟ فعالج أسباب ورود الفكرة، ولا تقدم على الزواج إلا عن حاجة، وعزم، ورغبة، وليس من أجل المجاملات والتجارب، والواحد منا لا يرضى مثل هذا مع أخواته وقريباته، فكيف نرضاه لبنات الناس؟

نسأل الله لك التوفيق، ونوصيك بتقوى الله، والإحسان لأهلك، ونسعد بدوام تواصلك مع موقعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً