الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي صديق متزوج، لكنه يتصرف كأنه طفل أو مجنون أو سكران! ما تشخيصه؟ وما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي صاحب يبلغ من العمر 37 سنة، محافظ على الصلاة، ومتزوج، لكنه يتصرف كالأطفال! إذا جاء وقت الأكل، يقوم برمي الأكل خارج الصحن، ويضعه في الأرض، ويأكل بيده اليسرى، ويوسخ المكان، إذا صبّ عصيرًا في كوب، فإنه يصبّ حتى يمتلئ الكوب، ويسيل العصير على الطاولة وتتّسخ، وهو لا يتوقف! وعند قيادة السيارة يتصرف كالمجنون، يلفّ على السيارت، ويصدم الرصيف.

سابقًا، كان مصابًا بالواسواس، وكان يخرج من المنزل لخوفٍ كان يعاني منه، لكنه تعالج منه -الحمد الله-، وتصرفاته الآن تصرفات طفل صغير، أو تشبه السكران، وما هو بالسكران؛ لأنه لا يشرب الكحول. وإذا طلبت منه خدمة، يقدّمها.

ما النصائح التي تقدمونها له.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على هذا السؤال والذي يعرض حالة صديقك، الغريب نوعًا ما، حيث من الصعب حقيقة إيجاد تفسير معقول لهذه التصرفات التي نسميها عادة "التصرفات الخرقاء"، حيث لا يبالي هذا الشخص بكيفية قيامه بالعمل، وكما ذُكر في سؤالك، حيث يتصرف وكأنه طفل صغير، إلا أنه طفل يقود سيارة!، مما يمكن أن يعرّض نفسه والآخرين للخطر، ولذلك وجب التدخل.

السؤال الجوهري هنا، هل هو مدرك لطبيعة هذه التصرفات الخرقاء أو لا، فإذا كان مدركًا لهذا، فربما يفيد الحديث المباشر معه، وتنبيهه إلى أنه يمكنه أن يتصرف بطريقة أفضل، وبحيث يضمن سلامته وسلامة الآخرين، وبشكل مناسب للآداب الاجتماعية.

أما إذا كان غير مدرك لتصرفاته، طبعًا في هذا العمر الصغير نستبعد بعض الاضطرابات التي يمكن أن تحدث لكبار السن. وأنت قد أكدت لنا بأنه لا يشرب الخمر، وربما لا يتعاطى المخدرات أو الممنوعات، فإني أنصح بالتفكير في عرضه على طبيب نفسي، حيث هناك بعض الحالات النفسية والتي يُتصرف فيها بمثل ما وصفت في سؤالك، ومنها مثلًا حالات الهوس، حيث لا يعود يبالي الشخص برأي الناس من حوله، وربما لا يعود يبالي بسلامته وسلامة الآخرين.

وفقكم الله لما فيه خير الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً