الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصحني الطبيب بعدم الحمل لأن القلب ليس قويا كفاية، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

كنت حاملا -وهذا حملي الثاني-، وكانت صحتي جيدة -ولله الحمد-، وفي الأسبوع 34 نزل مني ماء كثير جدا.

ذهبت إلى المستشفى فورا، وتم تشخيصي بأن الرحم مفتوح 1.5سم، وأمرت بالانتظار، وأعطوني إبرة لرئة الجنين، وجلست في المستشفى تحت الملاحظة، وبعد 28 ساعة بدأ ضغطي بالانخفاض، وشعرت بكتمة في النفس، فأعطوني أكسجينا ارتحت عليه لمدة ساعة، بعدها تعبت أكثر، والكتمة لازالت مستمرة، وهم لا يعرفون السبب.

بعد ذلك أعطوني جرعة أكبر من الأكسجين العادي، وعملوا لي أشعة وتحاليل، فوجدوا ماء وفيروسا في الرئة، فسأل زوجي عن السبب، فقالوا: من الممكن أن يكون الفايروس قد انتقل إليها من المستشفى، بعد ذلك تدهورت صحتي أكثر، فاضطروا إلى تخديري وإعطائي التنفس الصناعي عن طريق أنبوبة داخل الفم، وعند الساعة 2 ليلا من ثاني يوم منذ دخولي المستشفى؛ ولدت بإرادة الله طبيعيا، والجنين كان ميتا، رغم أنهم طوال مدة دخولي للمستشفى يقولون: بأن نبض الجنين جيد.

تم إعطائي مضادات حيوية لاستخراج الماء الذي في جسمي، وأجروا لي أشعة إيكو للقلب، وكانت قوة العضلة 50، بعد أربعة أيام من دخولي للمستشفى؛ تم إعادة الأشعة، فوجدوا قوة العضلة 25-30%، أي أنه أصابني ضعف في العضلة.

بعدها بيومين تمت إزالة التنفس الصناعي، وجلست في المستشفى مدة أسبوعين للتأكد من خروج الماء الذي بجسمي، بعدها تم عمل أشعة رنين، وكانت العضلة 44 %، بعدها خرجت من المستشفى، وتم صرف أدوية لي، منها مدرات بول، ومنها للضغط والقلب.

وبعدها بثلاثة أشهر أعدت أشعة الإيكو، فكانت العضلة 50 %، أي أنها تحسنت -ولله الحمد-، والطبيب نصحني بعدم الحمل حاليا، وعندي موعد للرنين بعد شهرين، فما رأيكم بموضوع الحمل؟ ومتى سيسمح لي بالحمل؟ فلدي رغبة شديدة في الحمل يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ديمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله عز وجل بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، وأتم عليك بالشفاء العاجل والكامل بإذنه جل وعلا.

وأتفهم لهفتك على الحمل -يا عزيزتي-، ولكن أحب أن أوضح لك بأن الأولوية دائما هي لصحة الأم، سواء في الحمل أو في خارج الحمل، ولا يجوز تعريض حياة الأم للخطر لصالح الحمل أو الجنين مهما كانت الظروف.

لذلك وبما أنك عانيت من مشكلة في عضلة القلب وفي وظيفته؛ يجب عدم حدوث الحمل إلا بعد التأكد من أن وظيفة القلب قد أصبحت على الأقل في حدود 55% أو أكثر.

والنقطة الثانية الهامة هي: أنه في حال كنت ما زلت مستمرة في تناول أدوية للقلب؛ فإنه يجب التأكد من أنك قد تناولتها لفترة كافية، وأن وظيفة القلب عندك قد أصبحت جيدة، حتى بعد التوقف عن العلاج، أي يجب التأكد من أن وظيفة القلب أصبحت على الأقل 55% حتى بدون أدوية.

كما يجب التأكد من أن اختبار الجهد وحجم القلب عندك قد عاد كله إلى الطبيعي، وذلك قبل محاولة الحمل، كل هذا سيكون لمصلحتك ولمصلحة الحمل القادم؛ لأنه سيقلل من احتمال عودة الحالة لك مرة ثانية -لا قدر الله-.

لذلك أكرر لك -يا عزيزتي-: بأنه من الضروري جدا اتباع نصيحة الطبيب المتابع لحالتك، ويجب تأجيل الحمل الآن، وذلك إلى ما بعد استكمال العلاج، والتأكد من أن وظيفة القلب عندك قد عادت طبيعية تماما -إن شاء الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يمن عليك بالشفاء التام والعاجل، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً