الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رحم طفولي ووجود مبيض واحد، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاه أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من رحم طفولي ومبيض واحد والآخر صغير جداً، والبعض قال: لا يوجد المبيض الآخر، تأتيني الدورة فقط بالعلاج، أعاني من كسل الغدة الدرقية، أستخدم علاجا يوميا منذ سنتين للغدة euthyrox 75%.

أيضاً أعاني من تساقط شديد للشعر، صلع وحكة في الجسم واحمرار، لم أجد علاجاً لحالتي أبداً، أكثر ما يؤرقني تساقط الشعر، أستخدم بخاخ neoxidil، فينبت الشعر لفترة بسيطة ثم يتساقط.

مع العلم أنني لم أترك استخدام البخاخ ما يقارب السنة، أسأل الله الشفاء والمشورة الحسنة، فقد ضاقت بي السبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك تحتاج إلى دراسة حالة ودراسة الهرمونات، وهي FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- Free T4 - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، وقياس نسبة هرمون progesterone، أيضا مع عمل السونار على المبايض، خصوصاً في منتصف الدورة؛ للاطمئنان على التبويض، وهذه الهرمونات لدراسة الهرمونات المحفزة للتبويض، مع هرمون الحليب، وفحص هرمونات الغدة الدرقية، وهرمونات المبايض.

وهناك ثلاث أماكن في جسم الفتاة مسؤولة عن تكون ونزول الدورة الشهرية، وهي أولا: الغدة النخامية التي تفرز الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH، بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب PROLACTIN.

وهناك المبايض نفسها التي تفرز البويضات، وتفرز هرمون ESTROGEN & PROGESTERONE، وهذه الهرمونات هي المسؤولة عن بناء بطانة الرحم، ومسؤولة عن نزول الدورة الشهرية، عندما تسقط تلك البطانة في نهاية الشهر مع موت جراب البويضة ونقص تلك الهرمونات.

والمكان الثالث أو الضلع الثالث من المثلث المسؤول عن نزول الدورة الشهرية هو الرحم: وحجم الرحم الطبيعي هو حوالي 8 سم في الطول، و5 سم في العرض، و2.5 سم في السماكة، ويبلغ وزن الرحم الطبيعي حوالي 180 جراما، ولذلك يمكنك إعادة تصوير الرحم والمبايض وعمل التحاليل عند مركز متخصص في أمراض النساء والولادة، فالخطأ وارد، والأبعاد الثلاثة مطلوبة وليس بعدا واحدا لكي نحكم على الرحم إذا كان طفوليا، أم أن له تلك المقاييس المذكورة.

ونزول الدورة الشهرية مع حبوب منع الحمل فيه إشارة إلى أن الرحم حجمه متوسط، والمشكلة في المبايض أو في الهرمونات المحفزة لها التي تفرز من الغدة النخامية.

وعموما يجب المتابعة مع أحد المراكز المتخصصة أو استشاري نساء وتوليد؛ لأن القلق من نقص هرمون الإستروجين والبروجيستيرون ليس فقط على الدورة الشهرية، ولكن أيضا على احتمال حدوث مرض هشاشة العظام عندما تكبرين في السن، ولذلك يجب أخذ هرمونات تعويضية لإنزال الدورة الشهرية، وتجنب مرض الهشاشة، والأمراض الأخرى المحتملة.

مع الحرص على إعادة فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH، والذي يجب أن يظل في المتوسط ما بين 0.5 إلى 5، وليكن ما بين 2 إلى 3، وفي حالة زيادة الهرمون عن 5 يجب زيادة جرعة التثروكسين من 75 ميكروجرام إلى 100 أو أكثر، حتى يتم ضبط الهرمون؛ لأن الكسل في وظائف الغدة يؤدي إلى ضعف الدورة الشهرية وعدم نزولها، وسوف يجيبك استشاري الجلدية على الجزء الخاص بتساقط الشعر -إن شاء الله-.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

-------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. منصورة فواز سالم -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
وتليها إجابة: د. محمد علام -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية-.
-------------------------------------------------------------

بالنسبة لمشكلة تساقط الشعر: من المعروف –أختنا الكريمة- أن الشعر الموجود في فروة الرأس يمر بثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen) ومرحلة الكمون الـ (Catagen) ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو؛ ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أية مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكراً في مرحلة الكمون والتساقط, وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أية مشكلات أو أمراض -إن وجدت-، وفي حالتك تحديداً، بالإضافة إلى النصائح السابقة يجب علاج ومتابعة مشكلة الغدة الدرقية بدقة وقراءة إجابة المستشارة الفاضلة في الجزء الآخر من الإجابة بعناية.

النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ: Telogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

أما بالنسبة للصلع الوراثي: فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل ال Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكراً إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، وفي حالتك أتصور أنك تعانين من المشكلتين ويجب علاج الصلع الوراثي مبكراً، كما ذكرت للحصول على أفضل النتائج الممكنة.

بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي: العلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، حتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2% بمعدل 6 بخات مرتين يومياً على فروة الرأس، وهي جافة، والتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، وذلك هو العلاج الموضعي الذي ذكرته في سؤالك، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي؛ لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستخصر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.

وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى، وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

ويجب أيضا تقييم الهرمونات والمبايض بشكل دقيق، والمتابعة مع طبيبة النساء والغدد الصماء، وأخيرا يجب تقييم الحكة والاحمرار المذكور بواسطة طبيب الأمراض الجلدية؛ للوصول إلى التشخيص، وعمل اللازم.

أتمنى لك التوفيق والسعادة، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً