الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احترت بين رغبة ابني في الزواج من جنسية أخرى، ورفض والده لها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ساعدوني فأنا في مشكلة عويصة، ابني يريد الزواج من فتاة من جنسية مختلفة عنا تماما، وزوجي رافض للفكرة وﻻ يريد أن يناقش الموضوع نهائيا مع ابنه، حاولت إقناعه لكن دون جدوى.

كما حاولت مع الابن أن يناقش أباه ولكن أيضا دون جدوى، أنا في نار ومحتارة، أنا بصراحة غير موافقة على هذا الزواج؛ لأنه ﻻ يوجد توافق بينهما عدا في المستوى التعليمي، وهو ﻻ يكفي للزواج.

أنا مكروبة كربا عظيما، فأعينوني الله يفرج همومكم، أنا في جحيم بين ابني وزوجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرفع عنك الهموم والأثقال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يعيننا وإياكم على طاعته أنه الكريم المتعال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا ندرى هل رفض الوالد لاعتبارات شرعية، أم لمجرد الرفض؟ وأرجو أن يتضح لابنك أنك أيضا رافضة، ونحن في حاجة إلى سماع وجهة نظر الولد، ونتمنى أن تشجعوه للتواصل معنا حتى نذكره بأهمية بر الوالدين، بل ينبغي أن يدرك أن التوفيق قد يكون بعيد المنال إذا استمر على السير في طريق لا ترغبون فيه، ولا شك أن فوز الشاب بصاحبة دين ترضاه الأسرة، وخاصة الوالدين من أهم ما يعين الإنسان على التوفيق بين الواجبات، تجاه والديه وتجاه زوجته وأسرته الصغيرة مستقبلا.

هل زوجة المستقبل تعلم برفضكم؟ ولماذا هو مصر ومتمسك بها؟ وكم مدة العلاقة بينهما؟ وهل كنتم على علم بالعلاقة منذ بداياتها؟ وما هي الإيجابيات التي وجدها في الفتاة؟

وأرجو أن تعلمي أن حق زوجك مقدم، واطلبي من ولدك أن يبذل مجهودات لإقناع الوالد، وعليه أن يدخل أصحاب الوجاهات بل عليه أن يطلب مساعدة أهل العلم والدعاة الذين لهم مكانة عند الوالد، وننصحه بتجميد تلك العلاقة حتى يتمكن من وضعها في إطارها الشرعي، وإذا كان التوافق معدوم بينهما وأنت وزوجك أعلم من الابن بأحوال الناس، ونتمنى أن تتكشف له هذه الحقيقة، والمنتظر من الابن أن يتنازل ويحاور والده ولو بحضور وسطاء وعلماء، وعليه أن يسعى في إزالة المخاوف التي جلبت رفض الوالد، ونتمنى أن يبتعد عن العناد الذي سيدفع والده لمزيد من الرفض.

نسعد بتواصلكم ونكرر رغبتنا في ذكر الأسباب الفعلية للرفض، بالإضافة إلى رغبتنا في التواصل من قبل الشاب لنقف على ما عنده، ونسأل الله أن يقر عينيك بوفاقهم، ووصيتنا للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً