الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أرتبط بفتاة وأنتظر سنوات للزواج أم أترك الأمر لوقته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعزب، عمري 20 سنة، أفكر في اختيار شريكة الحياة، والزواج منها بعد بضع سنين، لكن أتردد كثيرا هل أختارها من الأقارب أم لا؟ إلا أن أهل إحدى قريباتي يلمحون لي بأنهم يريدونني لابنتهم، وأنا أعلم بأن ولد عمي يحب تلك الفتاة، ويريدها لأنها بنت خاله، وهو ولد عمة الفتاة، ويزورها أسبوعيا، والفتاة تكشف وجهها أمامه أسبوعيا، ولكن أهلها رافضون؛ لأنهم يفضلونني عليه، وهو إلى الآن يحاول مع أهل الفتاة لكن لا جدوى إلى الآن.

لا أعلم ما إذا كانت الفتاة ترفضه من تلقاء نفسها، أم بعد إخبار أهلها لها، وأنا متردد جدا في هذه الفتاة؛ لأن أهلي خائفون من فشل الزواج، وحدوث الطلاق؛ فأهل الفتاة منفتحون ولا يرونَ بأن الطلاق مشكلة إذا لم ألبِ طلباتهم كما يريدون، هذا ما قالته أمي.

أشعر أن الفتاة نفسها تريدني أيضا، وأنا أراها جدا مناسبة لي من كل النواحي، إلا أن السلبية الوحيدة هي أهلها، لا أعلم هل سأتقبلهم ويتقبلونني في المستقبل، أم أن المشاكل ستتوالى ويحدث الطلاق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله الذئب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضى به، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة، تكون عوناً لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن اختيار الزوجة من الأمور المهمة جداً، وإن كنت أرى أنك متعجل بعض الشيء؛ لأنك ما زالت أمامك فرصة طويلة لمدة تصل إلى أربعة أو خمس سنوات، وهذه كفيلة بتغير وجهة نظرك بنسبة مئة في المئة، فإن هذه المدة الطويلة ستلعب دوراً كبيراً في تشكيل الصورة التي تريدها لزوجتك وأم أبنائك.

لذا أرى أن تترك الأمر الآن تماماً، وأن لا تفكر فيه، وأن لا تشغل بالك بهذه الفتاة، خاصة وأنه كما ذكرت حولها بعض الأمور ككشف وجهها أمام هذا القريب الذي يذهب إليهم، ولعله أن تكون قد ارتبطت به قلبياً، وأنت لم تتكلم عن دينها.

أرى بارك الله فيك أن هذه الزيجة ستكون غير سالمة من المشاكل؛ لأن الفتاة التي تألف الجلوس مع رجل أجنبي أو بحضرته، لا تسلم أن يتعلق قلبها به، خاصة وأنك لم تتقدم إليها حتى تمتنع عليه، فقد يجد قلبها مشغولاً إما كلياً أو جزئياً، وأنا أفضل لك زوجة ليست لديها هذه التنازلات، وخاصة بأن الجانب الشرعي لم تشر إليه ولو إشارة عابرة، وهو في غاية الأهمية لاستقرار الأسرة ولنجاح الزوجية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال هذا الكلام جزافاً، ولا نطق به من تلقاء نفسه، عندما قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك.

الدين هو صمام الأمان، فالرجل قد يشرق ويغرب ويمضي شهوراً، وقد تصل إلى سنوات بعيداً عن أهله، إلا أنه يرى أن أهله على خير؛ لأن المرأة التي تراقب الله تعالى والتي تخافه وتخشاه لا تفكر أن تطلق نظرها مجرد نظره إلى أي رجل أجنبي أبداً، لماذا لأنها تعلم أن هذا مما حرمه الله تعالى.

أما إذا كانت الفتاة ضعيفة الإيمان قد يستحوذ عليها الشيطان، وقد تزين لها نفسها ما لا يرضيه سبحانه وتعالى، لذا أرى أن تركز على هذا الجانب جداً، وأن لا تتخلى عنه بحال؛ لأنها وصية حبيبك عليه صلوات ربي وسلامه الذي لا ينطق عن الهوى، وأرى أن تؤجل التفكير في هذا الموضوع، لأنه قطعاً سوف تختلف وجهة نظرك خلال السنوات الأربعة القادمة.

وكم أتمنى أن تركز على دراستك، وأن تكون متميزاً، وأن لا تكتفي بمجرد النجاح، فنحن أمامنا آلاف من الناجحين الذين لا يجدون عملاً، أما الذين تميزوا وأبدعوا فمما لا شك فيه أن الناس تتخطفهم لتميزهم، فلماذا لا تركز على أن تكون متميزاً الآن؟ وأن تكون على علاقة حسنة مع ربك ومولاك؟ وأن تترك هذا الأمر لوقته وحينه والنساء غيرها كثير؟

نسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لطاعته ورضاه إن جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً