الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تأتأة وبطء الكلام رغم أني اجتماعية ولا أشكو من أي شكل من الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأساتذة الكرام، أتمنى أن تكونوا بأفضل حال.

أود عرض مشكلتي، وهي أن لدي تأتأة وبطئا في الكلام، وقد قرأت في هذا الموقع المبارك عن أناس يعانون ذات المشكلة، ولكن لاحظت اشتراكهم في شعورهم بالرهبة أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي وانخفاض المزاج، وكانت الإجابة من قبل الدكاترة الفضلاء تحوي اقتراحا بتناول بعض العقاقير النفسية، وأنا -ولله الحمد- لا أعاني من ذلك، بل على العكس أنا اجتماعية لدرجة الهوس ولا أشعر بالخوف من الجمهور البته!!

أعاني من بطء الكلام، وأقصد بالبطء أن أغلب كلامي يحوي (آآآء)، ومنذ فترة وأنا محل سخرية في العمل، وأعترف أن هذا الأمر يحزنني، رغم أني لو قرأت من كتاب فلا أواجه ذات المشكلة، والمشكلة أن من بدأ في السخرية مني هي مديرتي في العمل -على سبيل المزاح-، وللأسف أن بقية الزملاء اتبعوا نهجها، وما يؤلمني أن السخرية تحدث بشكل يومي تقريبا فصرت أقلل الكلام وأتجنبه معهم، وأصبحت حاليا أراقب الكبار والصغار حين يتحدثون، وفعلا أصبحت أعجب منهم كيف ينسل الكلام منهم؟ أحيانا أشك في جهازي العصبي وآلية تدفق الأفكار في دماغي، هل هناك مشكلة ما عندي؟ وكيف أتأكد من خلوي منها؟

وكمحاولة لعرض تاريخ المشكلة: في الطفولة لا أعلم إن كنت مصابة بها أم لا؟ وفي المراهقة أتذكر أن عندي سرعة في الكلام إضافة إلى وجود تأتأة، وكانت الزميلات يسخرن مني وكان هذا يحزنني، أما في المرحلة الجامعية فلا أعلم إن كنت مصابة بها أم لا؟ وكذلك مرحلة الدراسات العليا ما بعد الجامعية لم يعلق أحد على طريقتي في الكلام، أما حاليا فالحال كما أشرت لكم في بداية عرض المشكلة.

أتمنى أن ترشدوني وجزيتم خبرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ anhar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بما أنك أوضحت أنك لا تعانين من أي رهبة اجتماعية تؤثر على أدائك الكلامي، وحين تقرئين يكون انسياب الكلام سهلاً جدًّا، لكن يأتي البطء عندما تتكلمين في المخاطبات العادية واليومية، فأعتقد أنك لديك أي مشكلة عضوية أو مشكلة في الجهاز العصبي، أعتقد أنها مجرد عادة مكتسبة وصلت وتطورت إلى ما نسميه بالبطء الوسواسي، وهو في الكلام معروف، يكون في الأصل مكتسبًا كعادة، وبعد ذلك يجد صاحبه صعوبة كبيرة في التخلص منه، لكن التخلص منه ليس بتلك الصعوبة أبدًا، تقابلي أخصائي التخاطب ليضع لك الإرشاد اللازم حول مخارج الحروف، والربط ما بين الكلام والتنفس، هذا مهم جدًّا، وكذلك التدرب على سرعة المخاطبة، وذلك من خلال تسجيل موضوعات معينة في زمنٍ معين ومحدودٍ، ثم إعادة الاستماع إليها.

أيضًا حاولي أن تتواصلي مع إحدى الداعيات ومحفظات القرآن لتدربك على مخارج الحروف، وربطها بالاسترخاء والشهيق والزفير كما ذكرنا سلفًا.

بما أن حالتك - من وجهة نظري – هو نوع من البطء الوسواسي، فأعتقد أن تناول عقار (فافرين) - وهو أحد مضادات الوساوس – بجرعة صغيرة ربما يكون جيدًا بالنسبة لك، والجانب القلقي في حالتك موجود، والفافرين أيضًا جيد لعلاج القلق خاصة إذا كان قلقًا وسواسيًا، والقلق لديك واضح، حيث إنك ذكرت أنك في فترة المراهقة كان لديك سرعة في الكلام، إضافة إلى وجود تأتأة، جرعة الفافرين هي خمسين مليجرامًا فقط، تناوليها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تكون خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

الدواء مربوط بالعمر، إذا كان عمرك أقل من ثمانية عشر عامًا فلا تتناولي أي دواء، وإن أردت أن تذهبي وتقابلي الطبيب من أجل الاستشارة فهذا أيضًا جيد ومفيد -إن شاء الله تعالى-.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً