الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن الحمل بصورة طبيعية بدون أخذ منشطات وأنا أملك مبيضا واحدا فقط؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 23 عاما، متزوجة من سنة وشهرين، دورتي منتظمة ووزني جيد ولم أكن أعاني من أي مشكلة، بدأت مشكلتي عندما أخذت حبتين كلوميد بعد 6 شهور من زواجي، ثم أوقفت تناوله بعد أن أخبرتني الدكتورة أنه لا داعي له، في ذات الشهر وتحديدا يوم 15 من الدورة أصابني ألم شديد في الجهة اليسرى، وذهبت إلى الدكتورة وأخبرتني أن لدي كيسا كبيرا على المبيض ويحتاج إلى عملية جراحية، ودخلت العملية وأجري استئصال الكيس، إلا أن المبيض الأيسر كان قد فسد بالكامل ولم يتبق منه شيء، فأزلت المبيض أيضا، تم تحليل نوع الكيس وتبين أنه بطانة رحم مهاجرة، علما أني أجريت سونار قبل شهر من العملية ولم يكن هناك أي أثر للكيس على المبيض الأيسر، ولم أعاني من أعراض بطانة الرحم المهاجرة قبل أو بعد العملية، وأخبرتني الدكتورة أن الحوض نظيف تماما ولا يوجد فيه أي أثر لبطانة مهاجر.

بعدها أخذت مانع حمل مارفيلون لمدة 3 شهور أوقفه لتنزل الدورة، ثم آخذه خامس يوم من الدورة. وأجريت صورة ملونة للرحم بعد العملية بشهرين وكان كل شيء سليما، وأوقفت مانع الحمل من 4 شهور ودورتي تنزل بصورة منتظمة -والحمد لله-، وأجريت سونارا لمتابعة التبويض بعد أن أوقفت المانع بشهر في يوم 12 من الدورة، فكانت النتيجة أنه لا يوجد بويضة، بعدها أجريت فحصا هرمونيا للهرمونات ثاني يوم الدورة، ظهر عندي ارتفاع في هرمون الحليب 567mlu/l، أما fsh فكان 12.8 وهو مرتفع، و lh 8.36، لم آخذ أي منشطات ولكن أخذت أقراصا لتنزيل هرمون الحليب، وأعدت الفحص لهرمون الحليب بعد شهر فكان تحت المستوى الطبيعي بقليل، لكن الدكتورة قالت: أنه سيعود لمستواه الطبيعي، وأجريت سونار داخليا لمتابعة التبويض فلم تكن هناك بويضة!

أعدت الفحص لبعض الهرمونات هذا الشهر فكانت: fsh 6.06، و lh 7.84، وبالسونار كان المبيض الأيمن سليما وممتازا ولا يوجد أي تكيس عليه -والحمد لله-، وأجريت سونار هذا الشهر أيضا لمتابعة التبويض فكانت النتيجة لا توجد بويضة.

أسئلتي:

- هل يمكن أن يرتفع fsh ثم يعاود النزول؟ أم أن مخزون البويضات لدي قليل وهذا سبب عدم وجود التبويض؟ وإن كانت هرموناتي سليمة أو أقرب إلى السليمة، ما سبب عدم وجود التبويض مع انتظام في الدورة الشهرية؟
- هل يمكن الحمل بصورة طبيعية بدون أخذ منشطات؟ لأني أصبحت أخشى المنشطات بعد التجربة الأولى.
- بالرغم من عدم ظهور بويضة على السونار إلا أني في فترة التبويض من يوم 9 إلى 12 من الدورة أعاني من ألم في منطقة المبيض الأيسر، ما سبب هذا الألم؟ في هذه الفترة فقط وباقي أيام الشهر لا يوجد أي ألم، هل توجد خطة طبية يمكن أن أسير عليها لأعلم إن كنت أحتاج لأي علاج؟ علما أني أرغب بالحمل بشدة، ولكني أخشى التجربة فلدي مبيض واحد وأخشى التجربة عليه.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا ابنتي- إن بطانة الرحم الهاجرة قد توجد بشكل صامت تماما، أي من دون أن تسبب أية أعراض على الإطلاق، وهذه هي أحد مشاكل هذا المرض، فهو من أكثر الأمراض النسائية التي تكتشف مصادفة خلال عمل الاستقصاءات الخاصة بالعقم، أو بتكرر الإجهاض، أو خلال تنظير الحوض، أو استئصال كيس على المبيض -كما حدث عندك-، أو فتح البطن لأي سبب كان.

بما أن الكيس المبيضي عندك قد تم فحصه نسجيا وتبين بأنه يحوي على بطانة الرحم الهاجرة، فهنا يمكن القول بأن التشخيص قد أصبح مؤكدا بغض النظر عما يحدث عندك من أعراض.

إن تحاليل FSH-LH التي تم عملها في المرة الثانية تظهر خللا في النسبة بين هذين الهرمونين، وهو خلل -ورغم أنه بسيط- إلا أنه قد يكون مؤشرا على وجود حالة مبكرة من تكيس المبايض، وأقترح أن تتم إعادة التحاليل مرة أخرى في اليوم الثاني من الدورة، مع إضافة الهرمونات التالية أيضا للتأكد أكثر: LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS-CA125

نعم -يا ابنتي- من الممكن أن تتغير قيمة هرمون FSH، فهذا الهرمون ليس ثابتا في الجسم بل يتأثر بهرمونات أخرى وله مدى، وطالما أنه دون الرقم 15 فإن هذا مقبول، ولا يدل على وجود مشكلة -بإذن الله تعالى-.

بعد إعادة التحاليل، إن تأكد وجود حالة من التكيس على المبايض فيمكن البدء بعلاجها، والأفضل في مثل حالتك تناول حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون مثل حبوب (جينيرا أو ياسمين)، لأن هذه الحبوب تفيد في علاج التكيس وفي علاج البطانة الرحمية الهاجرة بذات الوقت، ويجب تناولها لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ثم يمكن تقييم الحالة من جديد من أجل معرفة هل أنت بحاجة إلى تنشيط للمبيض أم لا؟

إن سبب الألم في منتصف الدورة قد يكون حدوث التبويض بوقت مبكر، أو قد يكون حدوث الاحتقان في الحوض، أو قد يكون ناتجا عن بطانة الرحم الهاجرة.

أحب أن أطمئنك بأنه يمكن لمن لا تملك إلا مبيضا واحدا أن تنجب ما أراد الله لها عز وجل من الأطفال، وكثيرات هن اللواتي بعد أن أكملن عائلتهن يراجعن العيادات طلبا لطريقة تمنع الحمل، لذلك اطمئني ولا داعي للقلق من الآن، فحتى لو استدعى الأمر عمل تنشيط للمبيض، فيمكن أن يتم ذلك بطريقة وجرعة مدروسة مع متابعة جيدة.

نسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب الجازية رشاد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً أختي أتمنى من الله العلي القدير أن يشفيك شفاءا لايغادر سقما وأن يرزقك ويطعمك بالذرية اللي تقر بها عينك.
    وثاني شي أحب ااشكر الدكتورة رغدة على هي المعلومات القيمة واحيها على طيب ورقي أسلوبها.
    وشكراً للساهرين على هذا المنتدى الرائع أدام الله عليكم وافر الصحة والعافية وشكرا مرة ثانية.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً