الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوت الله واستخرته في شخص، فتقدم لي، هل هذا دليل خيريته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أدعو الله دائماً أن يرزقني الزوج الصالح -ولله الحمد-، ودعوت مرة واحدة أن يتيسر أمر زواجي في هذا الشهر، ودعوت أيضاً في يومين فقط إن كان فلاناً خيراً لي فاجعله من نصيبي، وإن كان شراً لي فاصرفه عني، مع أن مشاعري عادية بالنسبة لهذا الشخص، لكن يعجبني بأخلاقه واحترامه، فدعوت بهذا الدعاء، فما جاء نهاية الشهر نفسه إلا وهو يتقدم لي -ولله الحمد- استجيبت دعوتي، ولكن بعدما تقدم شعرت أنني تعلقت به.

ولكن إلى الآن لم تحصل النظرة الشرعية مقابل شرط الوظيفة، وأنا قلت لن أوافق على غيره؛ لأنه هو الذي كتبه الله من نصيبي -بإذن الله-، وذلك بسبب دعائي، وإن كان ليس خيراً لما تقدم لي، هل كلامي صحيح، لو استخرت الله في شخص، ورزقني به، هل يعتبر أنه خير لي ومن نصيبي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وهنيئا لك باستجابة السؤال، وهنيئا لك بهذا التعلق والثقة في الكبير المتعال الذي بيده الخير والأنعام والأفضال، وأملنا في الله أن يحقق الآمال ويطيل في طاعته الآجال.

لا شك أن ارتياحك له ولأخلاقه ولدينه مقدمة رائعة لما سيحدث بعد رؤيته، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، ونحن ننصح بعدم التفريط بصاحب الدين والأخلاق، ونؤكد لك أنه لن تخيب من تستخير، وتستشير وتطيع ربها القدير وترفع حاجتها لمن بيده الخير الوفير.

وأرجو أن تتيقني أن ما يختاره الله لنا خير مما نختاره لأنفسنا، والأهم من كل ذلك هو الرضا بما يقدره العظيم، والرضا بقضاء الله وقدره، هو باب السعادة الواسع كما قال عمر بن عبد العزيز -رحمة الله عليه - : (كنا نرى سعادتنا في مواقع الأقدار، بل إن الخير قد يأتي في صورة الشر، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)

فواصلي التوجه إلى الله وتفائلي بالخير تجديه، وقد عرفت طريق الإجابة فالزميه واشكري ربنا الوهاب واحمديه، وساعدي الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، وتذكري أن وظيفة المرأة العظمى والكبرى والتي لا يغني عنها غيرها؛ هي البيت والأمومة التي بها يكتمل البناء النفسي للأنثى، وليس معنى ذلك أن الوظائف الخارجية ممنوعة، ولكن ما ينبغي أن تكون على حساب المنزل ومن فيه.

نسعد بالاستمرار والتواصل مع موقعكم، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يعطيك ويرضيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً