الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بنقص حاد في السكر عندما أقوم بعمل حمية غذائية، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أطرح عليكم مشكلتي الصحية، وأتمنى أن تفيدوني بحلولكم.

أعاني من مشكلة نقص السكر الحاد والمتكرر، ومنذ فترة وأنا أقوم بممارسة حمية، والحمية التي أمارسها ليست بالقاسية، فقط التقليل من الأكل وحسب، والحد أو التقليل من الدهون بشكل كبير، ولكن بمتابعتي للحمية؛ أصاب ما بين الفترة والأخرى بنقص في السكر، وهو متعب بحق.

إضافة إلى هذا عدم قدرتي على تناول المنبهات، كالنسكافيه، أو الشاي الأبيض والأخضر، أو حتى المرمية، لأني بعد تناولي لها؛ ينتابُني شعور بالبرد، رغم شُربي لها وهي ساخنة، وبعد ذلك أصاب بشعور كثرة التبول، فإن دخلت الخلاء، وقضيت حاجتي "أعزكم الله"؛ يصيبني نقص في السكر شديد، ودوخة، وإعياء، وبسبب نقص السكر هذا أتعب كثيراً في أيام الصيام وأصاب بالتعب، وأكاد لا أستطيع الحراك.

أرجوكم ما سبب اشتداد نقص السكر معي وقت الحمية؟ أو حينما أشرب المنبهات رغم عدم إكثاري من شربها أصلاً؟

وبسبب نقص السكر هذا أضطر للإكثار من تناول الأكل، وأنا لا أريد ذلك بسبب معاناتي من مشاكل في المفاصل، فأريد الحفاظ على وزني، لأن أي زيادة به تتعبني أثناء المشي.

وللعلم أنا لا أتناول أي أدوية أو عقاقير، فقط أكتفي ببعض قطع الشكولاتة حينما أصاب بهذه الحالة.

ولا أنسى أن أذكر لكم أنني -ولله الحمد- لا أعاني من مرض السكري، ولا يعاني منه أحد في العائلة، ولكنه موجود بدم الأجداد إضافةً إلى أن حالتي هذه موروثة من أبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن المستوى الطبيعي لسكر الدم يتراوح من 60 إلى 120 ملغ/ ديسللتر، وإن الهرمون المسئول عن تنظيم سكر الدم في الجسم هو الأنسولين، إذ أنه عند ارتفاع سكر الدم يزداد إفراز الأنسولين من البنكرياس لتخفيض سكر الدم.

أما عند هبوط سكر الدم عن مستوى 50 أو 55 ملغ؛ فإن الجسم يقوم بإفراز هرمون الغلوكاكون والأدرينالين اللذان يقومان برفع سكر الدم بصورة سريعة، عن طريق حرق الغليكوجين المخزن في الكبد، كما أنه يزداد إفراز هرمون الكورتيزول، وكذلك هرمون النمو، مما يؤدي لزيادة مستوى سكر الدم ولكن بصورة بطيئة.

إن أهم أعراض نقص سكر الدم هي التعرق، والشحوب، والشعور بالدوخة، وتسارع في ضربات القلب، ونقص الوعي، ويتأكد التشخيص بتحسن الحالة عند تناول كمية من السكر.

إن أهم أسباب نقص سكر الدم عند مرضى السكري هو:
استعمال جرعة زائدة من الدواء، أو استعمال الدواء، وبذل مجهود إضافي دون تناول وجبة طعام.

أما عند غير المصابين بالسكري:
فإن أهم أسباب نقص سكر الدم هو الإرهاق الشديد، أو اضطرابات هرمونية (الكورتيزول أو هرمون الغدة الدرقية)، أو اضطرابات بوظائف الكبد، أو الكلى، أو وجود زيادة لإفراز الأنسولين بسبب وجود أورام بالبنكرياس، وإن أهم إجراء عند وجود نقص بسكر الدم هو كما ذكرنا سابقا، بتناول كمية من السكر أو الحلويات، وعند عدم تحسن الحالة؛ يفضل نقل المريض للمستشفى للمتابعة.

وفي حالتك -يا أختي-:
فالنصيحة هي بالمتابعة مع طبيب مختص بأمراض السكر والغدد، لإجراء بعض التحاليل الروتينية، أو الأشعة اللازمة عند الضرورة، لمعرفة سبب نقص سكر الدم، وإعطاء العلاج اللازم.

ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً