الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشتكي من وجود جرثومة والتهاب في المعدة، فما العلاج المناسب برأيكم؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 29 سنة، غير متزوجة، وأعاني من ألم في الصدر، وبعد الأكل أحس أن نصف الطعام لم ينزل إلى المعدة، حيث أتقيأ نصف الطعام الذي أكلته، مع الشعور بألم خفيف على رأس المعدة، أحياناً أحس بضيق التنفس، وضيق في الصدر، واختناق في الحلق، فلا أستطيع بلع الطعام، وكل هذه الأعراض أشعر بها بعد الأكل.

وأحياناً يأتيني إحساس مخيف، أشعر بحرارة في جسمي، مع تنميل الجسم واللسان، وأحس أنني سيغمى علي.

راجعت الطبيب، فقال: إنني مصابة بجرثومة والتهاب في المعدة، فأخذت العلاج دون عمل منظار، ولم تتحسن حالتي، جزاك الله خيراً يا دكتور، أريد أن أعرف طبيعة حالتي، فقد تعبت من الصوم، وإن أكلت شعرت بثقل، وهذه المشكلة مستمرة معي يومياً، وتكون بعد الأكل بربع ساعة.

أفدني، جزاك الله خيراً، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض التي تذكرينها تتماشى مع الإصابة بالارتجاع المريئي، والارتجاع المريئي ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحياناً، وقد يؤدي إلى رائحة كريهة بالفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتسبب أحياناً آلاماً مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي: تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والبهار والشطة، وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة، والأطعمة المقلية والدهون، والبصل والنعناع، والشوكولاتة والقهوة والشاي والكحول والمشروبات الغازية.

التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء في المعصرة التي بين المريء والمعدة.

والعلاج يعتمد أولاً: على الحمية، وذلك بمحاولة تخفيف الوزن، والابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقاً، أو التخفيف منها قدر الإمكان، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، والتخفيف من حجم الوجبة الغذائية، والاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلاً من وجبتين كبيرتين، ووضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم؛ للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالاً بدرجة كبيرة.

وثانياً: المعالجة الدوائية، وأفضل الأدوية حالياً هي ما تسمى: مثبطة مضخة البروتين، مثل البارييت والاوميبرازول والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، لذا يمكنك حالياً استعمال الأدوية التالية:

- parit 20 mg حبة مساء قبل النوم لمدة 4 أسابيع.
- mallox شراب 10 ملليتر بعد الطعام بنصف ساعة، لمدة 3 أسابيع.
- motilium حبة قبل الطعام بنصف ساعة، لمدة 3 أسابيع.

وفي حال عدم التحسن يفضل المتابعة مع طبيب مختص بأمراض الهضم، وإجراء تنظير للمعدة؛ للتأكد من التشخيص.

ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً