الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ارتفاع نسبة السكر عند التحليل دليل على الإصابة بالسكري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من أعراض، مثل: كثرة التبول، وفقدان الوزن، وجفاف في الفم، والعطش بكثرة، فقمت بعمل تحليل الدم والبول، فاتضح وجود ارتفاع في نسبة السكر في الدم، فهل هذا يعني أنني مصابة بالسكر؟ أم يكون قد ارتفع بسبب شيء آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب الأعراض الواردة في الاستشارة، ونتائج التحليل، يبدو أنك مصابة بالداء السكري نمط (1)، والداء السكري هو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم العربي.

إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، أو الذين لديهم بدانة، هم أكثر عرضة للإصابة بالداء السكري من غيرهم، وهؤلاء من الأفضل لهم مراقبة سكر الدم كل فترة، ستة شهور تقريبا للتأكد من عدم الإصابة، والخلل الرئيسي في الداء السكري، هي إما بنقص الأنسولين، وهو الهرمون المسئول عن حرق السكر في الدم، أو بعدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.

أنواع الداء السكري:
أولاً: الداء السكري نمط (1): ويسمى أيضا السكري الشبابي، ويحدث عادة قبل سن الأربعين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم، وهذا يترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالاحمضاض الكيتوني، حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية، وبصورة مفاجئة، وهذا النوع من السكري يعالج فقط بالأنسولين، دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.

ثانياً: الداء السكري نمط (2): هذا النوع عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون هناك خلل في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وعلاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.

أهم أعراض الداء السكري:
زيادة العطش، وتكرر التبول، ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع، وكما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط الأول، حدوث حالات الاحمضاض الكيتوني، والتي تؤدي للتعب العام وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية، وتحتاج للعلاج في المشفى.

تشخيص الداء السكري:
ويكون بتحليل سكر الدم، إما بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ / 100 ملليتر، فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من 180 - 200 ملغ / ملليتر، فهذا أيضا يثبت التشخيص.

وأهم النصائح في الداء السكري: الحمية، تعتمد الحمية في الداء السكري على عدة مبادئ، ومنها أن يكون تغيير الحمية تدريجياً، وأن يكون دائماً، أي أن اتباع الحمية بمثابة تغيير نمط الحياة، إذ يعتاد المصاب بالداء السكري، وبصورة تدريجية على نمط معين من الوجبات، ومن الأطعمة، ويكون ذلك طيلة حياته، وذلك بتخفيف حجم وجبة الطعام، وأن يعتمد على ثلاث وجبات رئيسية، وبينها وجبتان أو ثلاثة خفيفة.

ومن أساسيات الحمية في الداء السكري: الاعتماد على الأغذية الغنية بالألياف، كالنخالة والشعير والأرز البني والعدس وخبز البر، وكذلك الإكثار من الخضراوات النيئة والمطبوخة، وكذلك الفواكه الطازجة، ولكن بنسبة محددة للفواكه، وتناول الأطعمة قليلة الدسم، واستبدال اللحوم الحمراء -لحم البقر أو الخراف- باللحوم البيضاء -السمك والدجاج-، مع إزالة جلد الدجاج عند الطبخ، وإن كان لا بد من اللحوم الحمراء، فالأفضل أن تكون الكمية قليلة، وخالية من الدهون، والاعتماد في الطبخ على الطعام المسلوق، وثم المشوي أكثر من المقلي، وكذلك اختيار الحليب ومشتقاته من النوع قليل الدسم، والتخفيف من استعمال السكر، وذلك بالتدريج، وكذلك الحلويات، والتخفيف من الطعام المالح؛ لما له من أضرار جانبية.

وأهم النصائح هي الاستمرار على ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة رياضة المشي، إذ يساعد على تخفيف الوزن، والمحافظة على الجسم بصحة جيدة وسليمة -بإذن الله-، والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب؛ لأن ضبط أرقام السكر في الدم بصورة جيدة، يؤدي لتأخير مضاعفات الداء السكري، أو عدم حدوثها -بإذن الله-.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً