الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض زوجتي متعدد المراحل والأطوار ولا أعلم سببه!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشكلة تخص زوجتي فهي تعاني من مرض اتخذ أطواراً عديدة.

في الطور الأول: أصاب زوجتي المرض في الرؤية البصرية، وأُصيبت بحالة من التهيج، والوساوس، وتشعر بأنها ليست هي، وأن الناس من حولها مثل الآلات.

أما فيما يخص الرؤية، فقد اشتد عليها الضوء جداً، ولم تعد تستطع أن تفتح عينيها، وضاق عليها كثرة الناس من حولها، وكانت ذات مرة في السوق مع الأولاد، وهاجمها التهيج، وجاءتها رغبة شديدة في الصراخ، وصفتها بالتهيج، مع العلم بأن الوساوس لا تفارق زوجتي، هذه الحالة حصلت لها في السوق، ثم بعد عودتها إلى البيت، طلبتُ منها القيام بتمارين رياضية، فأحست زوجتي بشيء من الراحة - بفضل الله -.

وفي الطور الثاني: ظلت تراودها الحالة نفسها بين فترة وأخرى، أخذتها إلى الطبيب النفسي، فشخص الحالة بأن هناك مادة قلت في دماغها، ثم وصف لها علاجاً، وبعد أخذ العلاج لا جديد في حالتها، ثم راجعنا الطبيب مرتين، وفي المرة الثالثة قام بتغيير الدواء، وصف لها علاجاً هو (انكسيول)، مع علاج (ارطان)، وعلاج (وسوليان)، وأخيراً (واتميل)، ومن ثم طلب منها تقليل جرعة (انكسيول) تدريجياً.

تطورت حالة زوجتي، وأصبحت تأتيها الحالة بشدة وبشكل أكبر من السابق، أكثر من مرة في الأسبوع يشتد عليها الضوء، وترى نقاطاً، وتأتيها حالة التهيج، وتشعر وكأن الرأس كاملاً سوف ينفجر، تشعر دائماً بالغليان في رأسها، مع الميل إلى الظلام، والرغبة في الهدوء، وعدم سماع الضجيج. علماً أن زوجتي حينما تنام وتستيقظ ترجع إلى عادتها.

استفساراتي لكم:
- ما هو السبب في شدة الضوء؟ وما هو العلاج؟
- ما هذا التهيج الذي تعانيه؟ وما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- ما سبب الوساوس التي تعاني منها زوجتي؟ وكيف يمكن علاجها؟
- لماذا تعاني زوجتي من آلام الرأس؟ ما هي الأسباب؟ وكيف يمكن العلاج؟
- من هو الطبيب الذي يمكن له أن يساعدنا في حالة زوجتي؟

سأكتب لكم قائمة الأدوية التي وصفها لها الطبيب النفسي:

(اتميل، باغوكستين، صوليان، انكسيول، ديفاغيوس، ميديزابين، هولدول، انافرانيل، لاغوكسيل، زيبارم، ارطان، نورضاز).

أريد أن أوضح لكم إنني رجل شكاك، وأعلق على كل كبيرة وصغيرة، وأطالب زوجتي بما لا تستطيع، وأنتقدها دائماً، فهل أنا السبب في مرضها، وما حكم الله في تصرفي معها؟

نحن ننتظر منكم الجواب، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وكذلك أشكرك فيما ذكرته حول ذاتك وطريقة تعاملك مع زوجتك، فيا أخِي الكريم، حاول أن تكون مساندًا لها، وتجاوز عن الانتقاد، والجأ لأسلوب التحفيز وتعزيز السلوك الإيجابي، وتجاهل ما هو سلبي، هذا مهم جدًّا.

أخِي الكريم، زوجتك الكريمة قابلت طبيبًا نفسيًا، ولا بد أن يكون الطبيب قد وصل لتشخيص، لذا قام بإعطائها الأدوية التي ذكرتها، الأدوية التي ذكرتها معظمها مضادة للاكتئاب، وللوسواس، وكذلك للقلق، وحتى فيها ما هو مضاد للذهان البسيط أيضًا.

من وجهة نظري أن لديها حالة قلقية، حالة وسواسية، هي التي جعلتها تكون على هذه الشاكلة، وأعتقد أنها ربما تحتاج لبعض الفحوصات البسيطة، مثل إجراء تخطيط للدماغ، وكذلك صورة مقطعية، أو رنين مغناطيسي للدماغ، وهذا يمكن أن يتم من خلال مقابلة طبيب الأعصاب، أو حتى الطبيب النفسي.

تخطيط الدماغ يعكس لنا صورة كهرباء الدماغ، لأن في بعض الحالات التي فيها نشاط كهربائي زائد في منطقة الفص الصدغي، ربما تحدث مثل هذه الأعراض.

فيا أخِي الكريم، لا تنزعج لأمر هذه الفحوصات، - فإن شاء الله تعالى - هي مكمّلة، وسوف تجعلك أكثر اطمئنانًا، وكذلك بالنسبة للفاضلة زوجتك، خاصة أنها تشتكي من ألم الرأس، وموضوع الضوء هذا الذي تحدث عنه.

لذا الفحصين ضروريان، وهما كما ذكرت لك تخطيطاً الدماغ، وكذلك إجراء صورة للرنين المغناطيسي، وهذه الفحوصات أصبحت الآن متوفرة، وبعد ذلك قم بعرضها على الطبيب المختص، وأنا أعتقد أنها من الناحية النفسية تحتاج فقط لعقار مثل: (سبرالكس)، ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام)، مع أحد مضادات القلق مثل: (الفلوناكسول)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، لكن طبعًا سوف أترك الأمر لطبيبها الذي يعالجها.

من ناحية أخرى، كما ذكرت لك، حاول دائمًا أن تشجعها، أن تعزز السلوك الإيجابي لديها، اجعلها تنظم وقتها بصورة أفضل، دعها تمارس شيئًا من الرياضة يمكن أن تتمشَّى معك مثلاً، حاولا أن تقرأ شيئًا من القرآن الكريم معها، مثلاً حلقة صغيرة في البيت، مرة أو مرتين في الأسبوع، هذا كله في خير كثير جدًّا لكما.

واجعلها أيضًا تتمرن على تمارين الاسترخاء، موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين وأهميتها.

النوم المبكر أيضًا سوف يكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لها، واجعلها أيضًا تحسُّ بشيء من الأريحية لتعبر عن داخلها، عن ذاتها، لا تتركها تحتقن، لأن التفريغ النفسي هو من أفضل وسائل العلاج التي تُجهض القلق، والوساوس، ونوبات التهيج.

وننصحك كذلك باستخدام أسلوب التجاهل والتجاوز، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلقاً رضي منها آخر) فتجاوز عن بعض تصرفاتها ولا تدقق كثيرا، فكما بها عيوب؛ فأنت كذلك بك عيوب، والحياة الزوجية تقوم على التسامح والتعافي وغض الطرف واحتمال زلات الطرفين، وكما قال الشاعر:

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً