الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد قبول أمها لي.. أصبح الرفض من جانبها!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:

فمشكلتي تتعلق بفتاة أنوي الزواج بها، حيث إن علاقتي بها بدأت منذ أكثر من سنة بعد أن وصلني أنها معجبة بي بشدة، وتقربت منها وتعارفنا، وصارحتني: أنها تحبني بشدة ومتعلقة بي جدًا، وأنا نويت أن أتقدم لخطبتها وتكون علاقتنا شرعية؛ لأنني -والحمد لله- شاب عفيف لا أقيم علاقات مع البنات، لكن ظروفي المادية القاهرة، ووسوسة الشيطان؛ منعتني من ذلك، وقلت حتى يحين الوقت المناسب لذلك، كما أنني خفت أن أتركها ويصيبها مكروه؛ لأن شخصيتها حساسة جدًا، وطول هذه الفترة كنت أركز معها على الجانب النفسي، وأعطيها دروسًا وطرقًا لتقوية النفس والتفكير الإيجابي؛ لأن لديها حساسية مفرطة، ونظرة سلبية كبيرة للذات، كما أنها عنيدة وسريعة الانفعال والغضب.

يعلم الله أنني أحببتها حبًا صادقًا رغم كل هذا، وأدعو الله كل يوم أن تتيسر أموري؛ لأتزوجها، والمشكل قائم الآن بعد أن جاءها عدة خطاب، إذ أن أحدهم كان مصرًا، وضغطت عليها أمها، وقالت لها: إنها تعلم بعلاقتنا، وأن من تكلمينه في الهاتف انسيه فلن يكون، وهنا خافت الفتاة وأخبرتني، وأنا حينها طلبت منها أن تعطيني هاتف أمها؛ لأكلمها، وألتقيها؛ لأشرح لها وضعيتي، لكن البنت رفضت بسبب خوفها أن ترفضني أمها وتفقدني.

بعد ذلك جاء خطيب آخر وألححت عليها أن أكلم أمها؛ حتى لا نقع في مشاكل أخرى، فأعطتني هاتف أمها لكن طلبت مني أن أعدها ألا أكلمها حتى تمر فترة، لكن جاءها خطيب آخر وألحت عليها أمها أن تقبله؛ فانهارت الفتاة، وقالت لي: إنها لن تستطيع عصيان أمها، لكني قررت أن أكلم الأم رغم الرفض الشديد من البنت، فكلمتها وشرحت لها وضعيتي، واعترفت بغلطتي أنني لم أكلمها من البداية، وتفهمت الأم موقفي، وقبلت بي وقالت: إنها كانت تحذر ابنتها فقط.

المشكلة أن البنت الآن دخلت في حالة نفسية معقدة، وتقول لي: انسني فلن أعود إليك، وأنها كرهت ماضيها، وأصبح صفحة سوداء، وأن الدنيا أصبحت سوداء في عينها، وأن السواد يغطي قلبها وكرهت كل شيء، وتريد أن تبقى وحيدة ولا تريد التكلم مع أي أحد، ولا تريد الزواج، وبدأت تحدث معها حالات اختناق في التنفس، وتقول: إنها لا تدري ماذا فعلوا بها؟ كأنها إنسانة أخرى، مع العلم أنها كانت تقول لي سابقًا: إن هناك نقطة في قلبها تجعلها خائفة ومتشائمة رغم أنها تكون في قمة السعادة والاطمئنان معي.

أنا الآن أحاول معها بكل الوسائل: من تذكير بحبها لي، وبالتفكير الإيجابي، والتفاؤل، وعدم الغضب، والاستعاذة من الشيطان، والاستعانة بالصلاة والدعاء، لكن دون جدوى، وأنا الآن ألوم نفسي كثيرًا لما وقع.

أرجو منكم أن تساعدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يكفيكم بالحلال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

كم تمنينا أن يكون مثل هذا التواصل مبكرًا؛ حتى لا تحدث مثل هذه المواقف، وكم تمنينا إشراك الأهل من الطرفين من البداية، وليت كل شاب يفكر في الزواج بعدما يتهيأ ماديًا وواقعيًا ونفسيًا للزواج.

ولايخفى على أمثالك أن الانتظار الطويل متعب ومزعج جدًا للفتاة وأهلها، ونحن نخسر كثيرًا عندما نبتعد عن أحكام الشرع الحنيف {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} ونتمنى أن تصلحوا ما بينكم وما بين الله؛ ليصلح لكم الأحوال، ولن يعود الاستقرار النفسي للجميع إلا بالعودة إلى الله، والمواظبة على ذكره وشكره، وحسن عبادته.

سعدنا بتواصلك، ونتمنى أن لا تكتفي بلوم نفسك، بل عليك أن تنصح لنفسك ولها، ولأسرتها، فإما أن تتقدم، وإما أن تتأخر.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، ثم يرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً