الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوقاتي ودراستي تضيع بمشاهدة الأفلام والمسلسلات.. كيف أنتصر على نفسي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي، وعندي مشكلة تأجيل الدراسة، كل مرة أقرر أن أبدأ في المذاكرة، فأنسى الموضوع ويضيع وقتي بأي شيء، المهم أني لا أدرس.

مع العلم أني أتمنى أن أدرس جيدًا، ولا تتراكم المادة عليّ، وهذه المشكلة عندي ليس في الدراسة، بل في كل نشاط أقرر عمله، وأكون متشجعًا له، ثم أتركه بسرعة.

أحس أن إرادتي ضعيفة، كيف أقوي إرادتي وعزيمتي، أفكاري وأعمالي ودراستي تضيع بأشياء ما لها أي قيمة كالأفلام والمسلسلات والأشياء الفارغة، لكني أحس أنها الطريق الأسهل، ساعدوني على حل مشكلتي.

وشكرًا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على هذا السؤال، والذي كثيرًا ما يتكرر من قبل الطلاب والدارسين، والموضوع بسيط ومعقد في وقت واحد!

معقد لأن الإنسان يتوقع أن تسير الأمور كما رغب، إلا أن الواقع العملي يقول غير هذا، وكما يحدث معك، ويسأل الشاب نفسه "لماذا يحصل هذا معي؟"، والموضوع أيضا بسيط؛ لأنه يقوم على العزيمة والرغبة والتصميم، والله تعالى يقول في موقف مشابه لهذا: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدّة}.

هل أنت حقيقة تريد الدراسة؟ أعتقد أن جوابك: نعم، ولكن...

ليس هناك من حلّ سحري لموضوع الدراسة والنجاح، والموضوع ببساطة هو أن التصميم على الدراسة يحتاج لتحضير وإعداد، ولأخفف عنك؛ فإني أقول: إن المشكلة ليست في الرغبة، وإنما في الإعداد، وماذا يعني الإعداد؟

أن تقوم بأمور تجعلك أقدر على تنفيذ ما تريد تحقيقه، ومنها على سبيل المثال:

إذا أردت الدراسة فلا بد من ترك اللاب توب والبلايستيشن والأفلام... بعيدة عنك، لا أمامك وأنت تفكر أن تدرس! حدد ساعات، فقط ساعتين إلى ثلاث في اليوم للدراسة، بعيدًا عن اللاب توب والبلايستيشن...

إذا كانت ظروف البيت لا تسمح لك بالدراسة، فحاول أن تدرس في المكتبة العامة مثلا، أو غيرها، وحتى في المسجد المجاور لمنزلك، اذهب هناك وخذ معك فقط كتابًا واحدًا للمادة التي تريد دراستها.

حدد من الليلة السابقة المادة، أو الصفحات التي تحتاج لدراستها، فإذا ما أتى وقت الدراسة، فلا تدرس إلا ما قد حددته لنفسك؛ لأن الشيطان يأتي عادة ويحاول أن يتكلم معك بلهجة الناصح، فيقول لك: لماذا تدرس هذه المادة؟ هناك مادة أهم منها، فتذهب إليها، ومن ثم يعود فيقول لك مجددًا: إن هناك مادة أهم من السابقة... وهكذا يضيع الوقت وأنت لا تدرس، ومن ثم يقول لك: إنه قد ضاع الوقت، ولن تستطيع، فلماذا لا تذهب وتشاهد أحد الأفلام التي صدرت حديثًا؟!

إن ما تمرّ به يمرّ به الكثيرون غيرك، والغالبية الكبرى منهم بطريقة أو بأخرى يتجاوزون هذا، فيدرسون، وينجحون ويتفوقون.

وفقك الله، وإن شاء الله نسمع أخبار نجاحاتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا سهى

    رااائع

  • عمان شيخة ـ عمان

    جمــــــــيل ما كتب

  • مصر امه الله

    شكراجدالكم انتم اعتيطونى القوه والحماس

  • الجزائر الطموحة

    أولا سؤال في محله شكرا لك سيدي على طرحه....كما أريد أن أضيف أن أقول أن في القلب (من فضل اللّه)طاقة تدفعنا نحو النجاح فما علينا إلا الصبر و المثابرة و الإجتهاد و هذا بعد التوكل على اللّه تعالى .
    ثانيا شكرا لك دكتووور على الإجابة المفيدة المليئة بالتحفيز .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً