الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام مبهمة الوصف في الصدر، هل هي وساوس؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من آلام مبهمة الوصف في الصدر، وتنتقل إلى الظهر، وهذا الألم منذ عشر سنوات.

عملت جهاز إيكو للقلب، فقال الطبيب: إنه ترهل في الميترالي، ولا تحتاج إلى أي علاج، وبعد فترة عملت إيكو وكانت هذه النتيجة: moderate ms+ trivial m.

أعطاني علاج أسبرين 100جم، وحقن ريتربين، ولي سنة وأنا أستخدم العلاج ولم تتحسن الأعراض، حيث أن الشقيقة تلازمني أكثر الأوقات، وتسبب لي قلقا دائما.

أرجو وصف حالتي، وماذا أفعل؟ فأنا في حالة نفسية سيئة، وكثير الوسواس والخوف، ولا أستطيع ممارسة حياتي بالشكل المطلوب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف والرهبة حول أمراض القلب أصحبت الآن تُشكِّل مشكلة لكثير من الناس، وكل ألم أو وخز في الصدر يتخوف الناس أن يكون مصدره القلب، بالرغم من أن آلام الصدر التي تأتي معظمها ناتجة عن القلق، أو الإجهاد، أو الانقباضات العضلية.

أنت قمت بالإجراء الصحيح وهو مقابلة الطبيب، وقد قام بفحصك، واتضح أن لديك هذا الارتخاء، أو الترهل البسيط إلى المتوسط في الصمام المايترالي.

هذا الأمر شائع جدًّا - أيها الفاضل الكريم – تقريبًا نحو 10% من الناس العاديين ربما يكون عندهم درجة ما من ارتخاء الصمام المايترالي!

دراسات أشارت إلى أن ارتخاء الصمام المايترالي قد يكون مرتبطًا في بعض الأحيان بنوبات الفزع والهرع، وهو نوع من القلق النفسي المعروف، وقطعًا هذا قد ينتج عنه شيء من الوساوس والمخاوف.

أعتقد - أيها الفاضل الكريم –: أن حالتك هي حال مخاوف وسواسية، نسبة لاكتشاف العلة البسيطة والحميدة الموجودة في الصمام المايترالي، ومهما كانت العلة بسيطة لكنها على المستوى النفسي هي ضخمة، والناس تتفاوت في تفسيرها وتحمُّلها لمثل هذه الأوضاع.

أنا أؤكد لك أنك - إن شاء الله تعالى – بخير، وأن موضوع الصمام المايترالي أمر معروف، وهو ليس حالة مرضية عضوية حقيقية، لكن لا مانع - أيها الفاضل الكريم – أن تتابع مع طبيبك من أجل أن تكون مطمئنًا، وعش حياتك بصورة طبيعية، وممارسة الرياضة مثل رياضة المشي تعتبر عاملاً علاجيًّا مهمًّا جدًّا في مثل هذه الحالات.

الرياضة سوف تُشعرك بالحيوية، سوف تُشعرك بتجدد الطاقات، وتمتص القلق والتوتر والمخاوف، وحتى الشقيقة كثيرًا ما تكون مرتبطة أيضًا بالقلق، فأنت محتاج بالفعل للتعامل مع القلق بصورة أكثر إيجابية.

أيها الفاضل الكريم: من وجهة نظري أيضًا أنك في حاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي والمحسنة للمزاج في ذات الوقت، وعقار (سبرالكس) والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) من أفضلها، والخيار الثاني هو عقار (سيرترالين) والذي يُسمى تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال).

حين تذهب إلى طبيبك أعرض عليه ما ذكرناه لك، وأنا متأكد أنه سوف يوافق ويصف لك أحد هذين الدواءين، وإن وجدت صعوبة في الحصول على الدواء فهنا التواصل مع الطبيب النفسي سيكون أمرًا جيدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً