الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتفاع هرمون الحليب وتأخر حملي.. هل لهما علاقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة متزوجة منذ 13 شهراً، أبلغ من العمر19 عاماً، حتى الآن لم يحدث أي حمل، ذهبت عند طبيبة النساء منذ ثلاثة أشهر، وبعد الفحص كانت النتيجة بأنني أعاني من ارتفاع في هرمون الحليب، وكانت النسبة (77)، فوصفت لي دواء (البارلوديل)، وبعد تناول العلاج بشهر انخفضت النسبة ووصلت إلى المنسوب الطبيعي (16).

المشكلة أن هرمون (lh et fshh) مرتفع النسبة ولا أعرف السبب، عدت لمراجعة الطبيبة، فقالت: إنه أمر عادي، كل ما يجب فعله هو الاستمرار على العلاج، فهل هذا صحيح؟ فأنا أتمنى أن أرزق بالذرية الصالحة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tasnim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ارتفاع هرمون الحليب، وارتفاع الهرمونات المحفزة للمبايض (lh & fsh) هي دليل على حدوث ضعف في التبويض بسبب التكيس على المبايض، وقد يرجع ذلك إلى الوزن الزائد أو السمنة.

والتكيس: حالة تعني احتباس البويضات تحت جدار المبيض السميك، وعدم خروجها، مما يؤدي إلى تحوصلها، وهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة Estrogen & progesterone،بعد خروجها المفترض من المبايض، وهذه الحالة تؤدي إلى ارتفاع هرمون الأنسولين؛ بسبب زيادة مقاومة الخلايا لعمله، وارتفاع هرمون الذكورة، وهرمون الحليب، بالإضافة إلى أن كسل الغدة الدرقية، وهو مرض منتشر عند الكثير من السيدات والفتيات؛ يؤدي إلى زيادة مشكلة التكيس.

لذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH & Free T4)، مع أخذ علاج هرمون الحليب (prolactin)، وهو دواء (Dostinex 0.25 mg )، قرص مرتين أسبوعيا حتى ينتظم هرمون الحليب، وهو دواء أفضل من (بارلوديل)، وذلك تحت إشراف الطبيبة المعالجة، مع تأجيل محاولة تنشيط المبايض في الشهور القادمة حتى ينقص الوزن، وتنتظم الدورة الشهرية، وأخذ العلاج المناسب في حال كسل الغدة الدرقية.

ولا مانع من تناول أقراص (جلوكوفاج 500)، قرصا واحدا مرتين يومياً، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكرى من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس فلا بد من تناوله.

ولتنظيم الدورة الشهرية، يمكن تناول حبوب (دوفاستون)، أقراص (Duphaston 10mg)، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا يمنع التبويض، ولا يمنع الحمل، ويؤخذ قرص واحد مرتين يومياً، من اليوم 16 من بداية الدورة، وحتى اليوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفي عنه، حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور حسب انتظام الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية التي قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل: (Estrogen & progesterone)، ويمكنك أيضاً تناول كبسولات (اوميجا 3) يومياً واحدة، مع تناول حبوب (فوليك اسيد 5 مج)، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش، والمرمية، وحليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا، لأن بها بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج ضعف التبويض والتكيس، وإذا لم تنتظم الدورة، هناك عملية جراحية بالمنظار لتثقيب المبايض، يمكن مناقشة جدواها مع طبيب جراحة العقم، مع عمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة؛ لتقييم الموقف، مع تركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية، لأن الأسبوع الذي يلي الغسل من الدورة، والأسبوع الذي يسبق الدورة التالية لا يحدث فيهما حمل.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً