الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرجو أن تفيدوني بإجابة موسعة عن الثقافة الجنسية للمراهقة بشكل عام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لأربعة بنات، ابنتي الكبيرة عمرها 12 سنة، وقد بلغت سن الرشد الآن، وهي لا تعلم شيئا عن الفروق الجسدية بين الذكر والأنثى، هذا على حد علمي، لأنني كنت حريصة على عدم اختلاط بناتي بالأولاد، وهي في مدرسة شرعية في الصف السابع.

سؤالي هو: ما هي الطريقة الصحيحة لإخبارها عن الفروق الجسدية بين الذكر والأنثى؟ وهل أصبح الوقت مناسبا الآن لإخبارها عن علاقة الرجل بالأنثى؟ خوفا عليها من الشباب الفاسدين؟ خاصة أن البنات في المدرسة يتكلمن عن العلاقات الزوجية، ولا أرغب أن تسمع ابنتي من زميلاتها قبل أن تسمع مني، كي أكسب ثقتها في الحديث معي عن أي شيء تسمعه من زميلاتها، أرجو أن تفيدوني بإجابة موسعة عن الثقافة الجنسية للمراهق بشكل عام.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع الذي أجد فيه الإجابة لكل استفساراتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا سواء بالقراءة أو بالكتابة بمثل هذا السؤال، الثقافة والتربية الجنسية من الأمور الهامة في حياة الصغار، ذكورا وإناثا، وخاصة عندما تكون البنت في سن البلوغ، وإن كان الأولى حتى قبل هذا العمر من باب حماية الأطفال:
أولا: لحمايتهم من إمكانية أن يتعرض لهم أحد بالتحرش أو الأذى -لا قدّر الله-، فالمعرفة تحمي الطفل من الإساءة.
ثانيا: من باب أن يأخذ الأطفال من الأهل المعلومات الصحيحة، وليس من مصادر غير موثوقة.

وستتفاجئين إذا قلت لك أني أستبعد تماما أن تكون ابنتك لا تعلم عما تريدينها أن تعرف، وهذا لا يدل على أي خطأ من طرفك أو تقصير، وإنما هي طبيعة العصر الذي نعيش فيه، فاطمئني لأن ابنتك تعرف أكثر مما تتوقعين؛ بسبب وسائل الاتصال والقنوات، وكذلك من خلال بعض المواد المدرسية كالعلوم والطبيعيات، وصديقات المدرسة، ولا شك أن هذا سيجعل مهمتك أسهل بكثير وخاصة أنه يبدو من خلال سؤالك أنك تجدين حرجا في التعرض لهذه المواضيع، لذلك أنصح عادة أن تتحدث الأم مع ابنتها، والأب مع ابنه، ليس فقط في القضايا الجنسية، وإنما الأولى أن تكون البداية بشكل عام عن العلاقات الإنسانية، ومنها العلاقة بين الجنسين والزوجين والخطبة ومن ثم الزواج والإنجاب، وبشكل طبيعي وبالتدريج يمكن أن يتم التعرض للجانب الجنسي.

ويمكنك أن تسيري وفق سرعة البنت وماذا تريد أن تعرف أو تسأل، فسؤالها عادة يكون مؤشرا قويا لمرحلة النضج والمعرفة التي وصلت إليها البنت، فهي تفكر وتسأل ويمكن أن تعود وتسأل من جديد في وقت آخر، ليس لأنها نسيت الجواب السابق، وإنما يعني أنها تذكرت ما قلتِ لها في الماضي، إلا أنها الآن تريد معرفة المزيد، ويمكن استعمال هذه الطريقة وهي الاستماع لأسئلة البنت، ليس معها فقط وإنما حتى مع أسئلة أخواتها الأصغر، لتعرّفيهن بما هو أفيد لهن أن يعرفنه، وطبعا لكل بنت من بناتك الأربع وفق عمرها ومرحلة النضج لديها، واطمئني أيضا بأن البنات سيتعلمن من بعضهن أكثر مما تتوقعين، ولا بأس أن توفري في البيت كتابا طبيا أو مرجعا -أطلس طبي- مما يمكن أن تتركيه في أرجاء المنزل، حيث يمكن للبنات أن يتصفحن فيه، وبحيث تتعلم كل منهن وبحسب مرحلتها وقدرتها على الاستيعاب، وإذا صعب على واحدة منهن فهم أمر معين، فهنا يفيد أن يكون بينك وبينهن جوّ إيجابي من الصراحة والانفتاح، وبحيث لا تتردد الواحدة منهن بطرح الأسئلة عليك، بدل أن تسأل عنه أحد لا نعرف مدى صدقة ومعرفته.

ويمكنك أيضا الاستفادة من قراءة بعض الكتب المتخصصة في تربية الأطفال، وخاصة التربية الجنسية، ومنها كتاب "معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء" ويمكن الحصول عليه من موقع نيل وفرات دوت كوم (neelwafurat.com).

هنيئا لك تربية أربعة بنات، وأنت تعلمين ثواب الجنة لمن يربي أقل من أربعة بنات، فجزاك الله كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان Emadeldeen suliman

    جزاك الله الف خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات