الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالدوالي والبواسير الشديدة في الحمل وتمنعني من الحركة والجلوس.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة، أريد استشارتكم بمشكلة أرهقتني وأتعبتني كثيرا، ففي فترة حملي الأول لم أعانِ من الإمساك، ولم أعانِ من البواسير، ولكن كانت ولادتي الطبيعية متعسرة كثيرا، وبعد الولادة عانيت من البواسير كثيرا، ولم أستطع الجلوس من شدة الألم، وتهيجت المنطقة عندي، وظهرت لي انتفاخات مؤلمة، تعافيت منها مع الوقت -ولله الحمد-، وحصل الحمل مرة أخرى في مدة قصيرة، بعد دورة الأربعين من ولادتي.

في الأشهر الأولى من الحمل لم أعانِ من البواسير ولكن بعد ذلك أصبحت ألاحظ خروجها بعد قضاء الحاجة، وتطور الأمر وأصبحت أشعر بالألم، فقررت استخدام العلاج؛ لتفادي هذا الألم عند الولادة.

أنا الآن في آخر أسبوع من الشهر الثامن، وأعاني من الإمساك، وعند استعمالي لمرهم انوسول، وطب شعبي عبارة عن شمع عسل النحل، وحبة البركة، وزيت زيتون، أحاول إدخال هذا البروز؛ لأني أعاني من ألم حاد في فتحة الشرج، وانتفاخ كبير، ولم يعد بإمكاني الجلوس، ولا ممارسة أي نشاط من شدة الألم، ولا حتى الحركة بسبب انتفاخ المنطقة، وبروز قطع لحمية صلبة ومؤلمة منها.

ماذا أفعل لتخفيف الألم؟ وهل ستزول هذه البواسير بعد ولادتي، أم أنها ستبقى؟ لأني قرأت عن حالتي هذه بأنها تحتاج للجراحة، وهذا ما أخشاه، ففي مدينتي لا توجد طبيبات متخصصات في هذا المجال، ولا أستطيع المعالجة عند طبيب، فما الحل؟ وما العلاج للتخفيف من معاناتي فقد تعبت جدا.

علما بأني أعاني من الدوالي في رجلي اليمنى كذلك، فهل لها علاقة بالبواسير؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من المعروف أن البواسير تتكون وتزيد أثناء الحمل؛ بسبب حالة الإمساك المصاحبة للحمل، وبسبب نقص السوائل والألياف في الطعام، وهذا خطأ تقع فيه الكثير من السيدات الحوامل، والبواسير لديك تخطت المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة، والتي تتدلى فيها البواسير، وتضطرين إلى إعادتها في بعض الأحيان، ولا يمكن الحكم على هذه البواسير إلا بعد الولادة، وتوقف حالة الضغط على منطقة الشرج (bearing down).

والنقطة الأهم في علاج البواسير هي: علاج الإمساك المسبب لها، وذلك من خلال شرب الماء والعصائر، خصوصا عصير الخوخ، وتناول فاكهة التين الطازج، أو المجفف المنقوع، وتناول السلطات، مع زيت الزيتون والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعير وهي عبارة عن مغلي ملعقتين شعير مطحون في كوب حليب دافئ قبل النوم، كل ذلك يساعد على إخراج لين، وبالتالي عدم الضغط على فتحة وعضلات الشرج، وإعطاء فرصة للبواسير في الشفاء التام والسريع.

ويمكنك تناول أكياس fybogel، والتي تحتوي على مادة ispaghula husk، وهي مادة لا تمتص في الأمعاء وبالتالي هي آمنة طبيا، وتؤخذ بمقدار كيس مرتين في اليوم على كوب ماء بارد؛ للمساعدة في علاج الإمساك، ونزول براز لين، وبالتالي علاج البواسير، ويخفف من حجمها حتى بعد الولادة -إن شاء الله-، مع الاستمرار عليها أثناء الرضاعة، ولا خوف منها على الحليب.

وكبسولات دافلون 500 مج، لم يتم تحديد أو تصنيف درجة أمانها أثناء الحمل، والتجارب على الحيوانات لم تشر إلى مشاكل في الحمل، وعند تدلي البواسير بدرجة زائدة يمكنك تناول جرعة من تلك الكبسولات دون خوف على الجنين، وتؤخذ كبسولتين ثلاث مرات يوميا لمدة 4 أيام، ثم كبسولتين مرتين يوميا لمدة ثلاث أيام، وبعد ذلك كبسولتين يوميا جرعة واحدة لمدة شهر.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات