الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج التقيؤ بشكل مستمر.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ ما يقارب 12 سنة من التقيؤ اللاإرادي حيث أني لا أتحمل الأكل ببطني، وتم تشخيص حالتي بأنها (الانركسيا) وقد نقص وزني كثيراً في فترة، ونحفت لدرجة مرعبة، دخلت معها المستشفى عدة مرات وقد زاد وزني الآن والحمد لله، وعادت حتى الدورة الشهرية، إلا أن حالة القيء لم تنقطع والمشكلة أني أستطيع إخراج الأكل بسهولة، حاولت كثيراً التحمل لما آكله لكن ذلك لا يطول كثيراً، وسريعاً ما أتخلص مما آكله.
حاولت العلاج النفساني لكني لم أرتح لمن عالجوني خاصةً أني كنت أرى أن العديد من مبادئهم وثقافتهم لا توافق مبادئي (أنا في بلد غربي)، مررت في حياتي بمشاكل عدة، وكثيراً ما تشتد حالة التقيؤ وقت المشاكل.
أصدقكم القول أني أحس بالذنب إلى درجة أني أحتقر نفسي، وأرى فيها الحيوانية وأعتبر أن المشاكل ما هي إلا عقاب من الله.
أود حقيقة التخلص من هذه الآفة، وأنا أدعو الله ليلاً نهاراً لكني فاشلة، واستطاع الشيطان أن يسيطر عليَّ بكفراني لنعم الله.
وأتقيأ كل ما آكله لحد إصابتي بـأمراض عدة.
أرجو منكم النصيحة، وتوجيهي لما ترونه من الممكن أن يساعدني في مشكلتي هذه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

كما تعرفي أن (الانراكسيا نيرفوزا) من الحالات النفسية المعقدة، وهي تتطلب علاج ومتابعة لفترة طويلة بعض الشيء ولكن الحمد لله أصبحت نسبة نجاح العلاج في الوقت الحاضر أكثر من 80% خاصة في الأماكن المتخصصة، وأرى في حالتك أن هنالك تحسن ملحوظ خاصة أن وزنك بدأ في الزيادة، ورجعت الدورة الشهرية إلى طبيعتها كما أنك لا تمارسين الرياضة المجهدة لتخفيض الوزن، ولم تستعملي المدررات والمسهلات، كما يعمل بعض مرضى الانراكسيا.
ألاحظ أن لديك شعور بالذنب، وهذا مرتبط بحالة اكتئابية كثيراً ما تكون مصاحبة لهذه العلة، سوف يكون العلاج السلوكي مفيد بالنسبة لك في توقف التقيؤ، كما أن الأدوية المضادة للاكتئاب والوساوس وجد أنها مفيدة جداً في علاج مثل حالتك، وأشهر هذه الأدوية التي خضعت لبحوث كثيرة للانراكسيا هو البروزاك، ولكن يشترط أن تكون الجرعة كبيرة بعض الشيء حيث أن الجرعة العادية هي 20 ملج في اليوم، ولكن يحتاج مرضى الانراكسيا من 60 إلى 80 ملج يومياً، ولمدة لا تقل عن ستة أشهر، فأرجو محاولة أن تتعاطي هذا الدواء، وسوف يعود عليك بنفع كبير بإذن الله.

علماً بأن البروزاك يعمل على تنظيم إفراز المادة الدماغية المعروفة بإسم سيروتونين، والتي أشارت الأبحاث أن هنالك خلل يحدث في هذه المادة في حالة متلازمة الانراكسيا.
فنسأل الله أن يجعل لك نفعاً وخيراً في هذا العلاج.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً