الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي أصبح حجر عثرة في طريق زواجي .. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاةٌ، عمري 28 عاماً، تربيت في كنف أسرة متدينة، ولكنها مشتتة؛ فأبي وأمي منفصلان منذ سنوات، وطيلة حياتي أعاني أنا وإخوتي من مشاكلهم التي لا تنتهي.

مرت بنا السنوات، -والله الذي لا إله إلا هو- حالنا هو نفس الحال لم يتغير، بل أسوأ من قبل، إذ نشبت بيننا نحن الأخوات مشاكل؛ وأصبحنا جميعاً عصبيين بسبب أبي وأمي.

المصيبة أن أبي لا يريد تزويجنا نحن البنات، تقدم لخطبتي شاب كان يعمل معي، فقبلت به؛ لأنه حسن الخلق والدين -وليس فراراً من حياتي العائلية- ولكن أبي رفضه لسبب واهٍ؛ لأنه ليس من جنسيتي، وبعدها أيضاً تقدم العديد من الخطاب ورفضهم جميعاً، ودائماً يكره استقبال الشاب؛ مما يجعل الخطيب ينفر من العائلة للأسف.

الآن وقد بلغت الــ 28 من عمري؛ للأسف ظلمت نفسي ومارست العادة السرية، وأشاهد أحياناً أفلاماً إباحية؛ لأنها تشعرني بالراحة والمتعة، ولكن أشعر بالندم بعدها لأني أخاف أن أُغضب ربي فيحرمني التوفيق في الزواج.

أنا محتارة، أريد الزواج، وأعلم أن أبي سيعرقل زواجي، ماذا أفعل مع أبي؟ فهو مريض نفسياً؛ يحب التحكم في الضعفاء، ويحب أن يرانا نخدمه طيلة العمر، فإلى متى سأبقى على هذا الحال؟ أريد أن أعف نفسي وأحصن فرجي بالزواج، بدأت أدخل مواقع الزواج ولكن لا أثق فيها كثيراً، ولكن قد تكون الملاذ الوحيد لأتزوج، وأخرج من سيطرة أبي ولو بالسر.

أنا أدعوا الله كل يوم أن يرزقني زوجاً صالحاً يعفني ويصونني؛ لكي أتوقف عن أذية نفسي، أخشى على نفسي من العادة السرية؛ ولا أستطيع التوقف عنها، عندي رغبة ملحة للزواج، فدلوني ماذا أعمل؟ أكرمكم الله.

كم أنا متعبة، والله أحياناً يلازمني اليأس من حياتي، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال.

رغم تقديرنا للصعوبات التي واجهتكم بسبب الإشكالات الأسرية؛ إلا أننا نؤكد أن الحل والعلاج ليس في ممارسة العادة السيئة، أو مشاهدة الأفلام الفاضحة؛ لأن ذلك لا يزيد النار إلا اشتعالاً، ويصحب كل ذلك اضطراب نفسي خطير.

والأكبر من ذلك أنها معاصٍ تجلب غضب العظيم، وتشوش على مستقبل الفتاة أو الشاب الأسري؛ لأن الممارسات الخاطئة خصم على المتعة الحلال، وما أكثر ما وقفنا عليه من آهات ودموع لمن أدمنوا تلك الممارسات الخاطئة التي لا توصل إلى الإشباع، لكنها توصل إلى السعار والهيجان؛ مما يزيد في القلق، والعصبية، والإحباط.

والله سبحانه وتعالى قال في حق من لم يتيسر لهم أو لهن الزواج: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله).

وما من شاب أو فتاة تاب وسلك طريق العفاف إلا وكان التيسير والتوفيق حليفه، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً، ومن هنا فنحن ننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى الله تعالى فإن مفاتيح الخيرات في يده.
2- غض البصر والبعد عن المواقع الفاسدة.
3- شغل النفس بالمفيد وطاعة ربنا المجيد.

4- الحضور الفاعل في مواطن الخير النسائية، والمشاركة في الفعاليات الخاصة بالنساء، وإظهار ما وهبك الله من ملكات وقدرات، فلكل واحدة من الحاضرات ابن أو أخ يبحث عن الفاضلة، وهذا أفضل من الدخول إلى الفضاء الإلكتروني الذي لا يخلو من العابثين.

5- القرب من الوالد، وإقناعه بأهمية الزواج، فإن لم تستطيعي فليتكلم بلسانك عمك، أو محرم من محارمك.

6- تقوى الله؛ فإن فيها الرزق والمخرج، وقد وعد أهلها بتيسير الأمور.
7- تجنب اليأس والإحباط، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
8- الاستمرار في التواصل مع الموقع للتشاور والتحاور.

وإذا ثبت تحكّم الأب وعضله؛ فإن الشرع يتجاوزه إلى من بعده من الأولياء، فإن تتابع منهم العضل؛ تجاوزهم القاضي جميعاً وأكمل لها زواجها.

وأتمنى أن تجدي في من حولك في المراكز الإسلامية من يستطيع إقناع الوالد وتذكيره بالله، فالأب متدين كما ذكرت، والمؤمن يُخوّف بالله، أما المنافق فيُخوّف بالناس -كما قال الحسن البصرى-.

ونحن ننصح بناتنا الفاضلات بالتواصل مع الصالحات والداعيات، والمشاركة في الأنشطة الطيبة فهي فرصة للتعرف على الفتيات لخطبتهن أو مساعدتهن.

ونوصيك بأن تشغلي نفسك بمعالي الأمور، وأن لا تطيلي لحظات التحسر والأسف، وعليك أن تتفاءلي بالخير، وتؤملي في الله العظيم، ونسأل الله لك التوفيق، ولوالدك الهداية.

كما أرجو أن تعالجوا سوء مقابلة الأب للخطاب بحسن الاعتذار لهم، أو بجعلهم يتواصلوا مع عم أو خال أو محرم آخر.

ونسأل الله تعالى أن يقدر لكم الخير، وأن يعجل لك بالفرج والفرح، وأن يرزقك بزوج صالح يسعدك ويعينك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً