الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني صداع وخوف عند سماع أصوات عالية، فما تفسير حالتي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من صداع شديد، وهذا الأمر يقلقني كثيرا، وهو أنني عندما أسمع صوتا عال كالباب أشعر بعصب في رأسي ينبهني سريعا، وأشعر به وبكلتي يدي، ويصيبني بالخوف، وعندما أريد الخلود إلى النوم؛ ينتابني شعور بأن هناك أشخاصا حولي قادمون نحوي، فأشعر بالذعر منهم والخوف، وأكون حينها مغمضة العينين فقط ولم أنم بعد، وأشعر بكلام وهمس أمي وإخوتي، وهم ليسوا في الحقيقة حولي، علما بأن جميع فحوصاتي سليمة، عدا أني أعاني من أنيميا خفيفة، ونقص طفيف بفيتامين د، واليوم أخبرني دكتور مختص بالجيوب الأنفية أنني أعاني من انحراف بالحجاب الحاجز للأنف، وأحتاج إلى عملية، ولكن لن أفعلها، وأعطاني فقط دواء لاحتقان الأنف مرتين باليوم (لورينليز).

كما أني أعاني من نحافة شديدة، ولكن لا يوجد بي سبب عضوي، وإنما سبب وراثي، ولا تقلقني بقدر ما ذكرته سابقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن كبشر لدينا سمات، ولدينا صفات، ولدينا موروثات، ولدينا تكوينات بيولوجية يؤثِّر فيها مُحيطنا كثيرًا وبيئتنا كذلك.

أيتها الفاضلة الكريمة: بناء على الذي ذكرته أقول لك: إنه من الواضح أن سمات شخصيتك تحمل بعض سمات القلق والحساسية البسيطة، لذا أصبحت تتحسسين حتى للأصوات العالية، والصداع في معظم هذه الحالات يكون ناتجًا من انقباضات عضلية، وعضلة فروة الرأس هي عضلة كبيرة.

القلق والتوتر يؤدي أيضًا إلى توترها، مما يجعل الإنسان يشعر بالصداع، لكن قطعًا توجد أسباب أخرى كثيرة جدًّا للصداع: فهنالك الصداع النصفي، وهنالك الصداع الذي ينتج من أمراض الجيوب الأنفية، والأذنين والأسنان، وهنالك أنواعٌ أخرى كثيرة، لكن الذي أميل إليه أن في حالتك هو الصداع القلقي.

وموضوع النحافة قطعًا مرتبط بالعوامل الوراثية، كما أن القلق قد يسبب أيضًا النحافة.

وبالنسبة لموضوع الأنيميا الخفيفة ونقص فيتامين (د)، فيمكن تصحيحه بكل سهولة، وأنا متأكد أن الطبيب قد وصف لك بعض الأدوية التعويضية، مثل: مركبات الحديد وكذلك فيتامين (د).

المطلوب منك –أيتها الفاضلة الكريمة– هو: ألا تكتمي، وأن تكوني معبرة عن ذاتك، وأن تلجئي دائمًا إلى التفريغ النفسي أولاً بأول، فالتعبير عن الوجدان يُساعد كثيرًا في التقليل الحساسية الشخصية.

كذلك الإكثار من التواصل الاجتماعي فيه فائدة كبيرة جدًّا، وممارسة بعض التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية أيضًا يجعلك تتخلصين -إن شاء الله تعالى- من كل ما تشكين منه من قلق وتوترٍ ومخاوفٍ.

وفي نهاية الأمر لا بأس أن تتناولي جرعة صغيرة من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وربما يكون عقارا يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أو عقارا يعرف تجاريًا باسم (بسبار Buspar)، ويعرف علميًا باسم (بسبرون Busiprone)، وهو من الأدوية الجيدة في حالتك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً