الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الفتاة بشاب يعمل ممثلاً في بلد كافر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة ولا أدري ما هو حلها، وقد أرسلت لكم استشارة أخبركم فيها بمشكلتي لكن لم يصلني ردكم، أتمنى أن تساعدوني وتنصحوني .

مشكلتي هي أن لي صديقة مسلمة، وقد تمكنت بفضل الله تعالى أن تكون سبباً في إسلام شخص، وعرض عليها الزواج وقبلت الزواج منه، لكنه مصر على أن يستمر في العمل بمهنته كممثل في بلاده، وطبعاً هي بلاد كافرة، لكنها تظن أن المال الذي يجنيه من عمله هو مال حرام، وهي لن تقبل به لهذا السبب.

طلبت مني أن أساعدها وهأنذا أطلب مساعدتكم، فهي محتارة هل ترفضه أم لا لأنها تظن أنه في حالة رفضها له لن تقبل به أي مسلمة لوضعه المهني، وستشعر بالذنب لأنها فرقته عن عائلته، مع العلم أنه طلب الطلاق من زوجته الكافرة لأنها لم تقبل الإسلام.

أتمنى منكم أن تردوا علي بصراحة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر عن تأخر الرد، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثال صديقتك، وأن يثبتها على الحق، وأن يجعلها من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتها، وأن يشرح صدرها للذي هو خير، وأن يرزقها خير الدنيا والآخرة.

بخصوص ما ورد برسالتك فنيابةً عني وعن إخواني بالموقع رجائي التكرم بإبلاغ خالص شكرنا وعظيم تقديرنا لهذه الأخت الفاضلة على هذا الجهد الطيب الذي كان سبباً في إسلام هذا الشاب وإخراجه من الظلمات إلى النور، وكم نتمنى أن يكون الجميع كذلك، وأن يقوم كل مسلم بدوره في الدعوة إلى الله تعالى.

أما عن موضوع الزواج فهو أمرٌ آخر، وكم كنت أتمنى عدم الربط بين إسلام الشاب وموضوع الزواج؛ لأن مهنته المذكورة ليست جائزة شرعاً ولا تليق بمسلم، فموقفها صحيح مائة بالمائة ولا ينبغي لها التنازل عنه بحال، ولا ينبغي عليها أن تشعر بأي حرج تجاهه أو تأنيب ضمير، لأنها ما فعلت إلا الحق، ولابد أن يعلم هذا الشاب أن هناك محرمات لا يقرها الإسلام حتى لو فعلها بعض المسلمين ضعاف الإيمان.

أرى أنه من الأنسب لها أن تستعين ببعض الدعاة الثقات الذين لهم تواجد على الساحة لديكم في إقناع هذا الشاب بضرورة الإقلاع عن هذه المهنة، والبحث عن مهنة أخرى مناسبة، على أن يجمع الحوار بين القناعات الشرعية والعقلية المنطقية، وإن صدقت نية هذا الشاب فسوف يشرح الله صدره لقبول هذه النصائح وترك هذه المهنة والبحث عن عمل آخر مشروع، وساعتها ستكون له زوجة صالحة تعينه على طاعة الله، وتأخذ بيده إلى رضوان الله والجنة.

أما في الوضع الحالي فأرى أن تجتهد في إقناعه، وأن تطلب المساعدة من الدعاة والعلماء كما ذكرت وألا تتنازل عن شرطها، ولا تشغل بالها بالنتائج فإنها بيد الله وحده، وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل مع تمنياتنا لها بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً