الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وجود بقع حمراء في فخذي فما سببها؟ وهل لها علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي صحية لا أعلم ما تفسيرها؟ ولا أجد وقتاً للذهاب إلى المستشفى، فجأة وجدت بعض البقع الحمراء في فخذي الأيسر، كانت في بدايتها كأنها ضربات، لكن لونها أحمر حقيقي، أقصد بأنها ليست بقريبة من البني ولا تشبهه، وبعد يومين أصبحت تميل إلى اللون البني، فغقمت بحكها كي أرى هل فيها حكة أم لا؟ لكنها لم تحكني، وبعد يومين صغرت كل البقع، وأصبحت كأنها مليئة بالدم رغم أنها ليست منتفخة، إنما على مستوى البشرة، وإذا مررت أصابعي عليها لا يفتح لونها ولا يتغير، وهي 7 بقع، 3 منها اختفت فقط، وأجد دماً بعد الجماع، قطرات قليلة تشبه دم البكارة، وأحياناً أكثر.

ومن الأعراض التي أجدها في جسمي قد تكون لها علاقة بالبقع منها: كسل شديد جداً، سرحان، نسيان غريب جداً، أضع الأشياء في غير أماكنها، أو أحياناً حين أرتب أغراض المطبخ الجديدة؛ أضع السفرة في دولاب الملابس وأفقدها، حتى أنني أظن أننا نسيناها في المحل بعد دفع المال، ثم أجدها بين الملابس.

أرجو من الله ثم منكم أن أجد حلاً لمشكلتي.

والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك عدة احتمالات لسبب البقع التي ظهرت على فخذك، لكن ومن خلال الوصف الذي جاء في رسالتك، ومن خلال ما تشكين منه من أعرا ض، خاصة التعب، ونزول الدم بعد الجماع، فإن الشك يصبح كبيراً جداً بوجود حالة مرضية تؤدي إلى زيادة سيولة الدم، مما يسبب حدوث النزف في جسمك بسهولة وبدون رض، وقد تكون الحالة هي عبارة عن خلل في عوامل التخثر، أو خلل في كمية أو في وظيفة صفيحات الدم.

ولذلك -يا عزيزتي- الحالة عندك تعتبر هامة جداً، ويجب عليك مراجعة طبيبة الأمراض الباطنية بأقرب فرصة، وهي ستقوم بفحصك فحصاً سريرياً شاملاً، وعمل تحليل شامل لصورة الدم يسمى: CBC BLOOD SMEAR، وبناءً عليها يمكن تقرير إن كنت بحاجة إلى استقصاءات أخرى إضافية: كالتصوير، أو الخزعة، من أجل التأكد من سبب هذه البقع، ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.
____________________________________________
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
_____________________________________________

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك الثقة في إسلام ويب.

كما أرشدت الأخت الدكتورة رغدة عكاشة –جزاها الله خيرًا–، فإنه من الأفضل أن تقابلي أخصائي أمراض الباطنية أو أخصائي أمراض الدم للتأكد من وضع تخثر الدم لديك، والحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وتداركها سهل جدًّا، المهم ألا تتأخري، واذهبي وقابلي الطبيب أو الطبيبة المختصة.

بالنسبة للكسل الشديد الذي تعانين منه والسرحان وضعف التركيز: هذا ليس من الضروري أن يكون ناتجا عن مرض عضوي، نعم هنالك أمراض عضوية مثل: نقص فيتامين (ب12)، أو ضعف في إفراز الغدة الدرقية، قد يُسبب حالة الكسل الشديد هذه وضعف التركيز، لكن السبب الأهم في عمرك أعتقد أنه الاكتئاب النفسي.

والاكتئاب ليس من الضروري أن يظهر في شكله المعروف ككدرٍ وشعورٍ بالسوداوية واليأس، بل قد يظهر في هذه الصورة التي تحدثت عنها، والذي أنصحك به هو: بعد أن تُجري الفحوصات الكاملة لدى طبيب الباطنية أو طبيب الدم، فإن اتضحت كل الفحوصات سليمة -وهذا هو الذي نتوقعه ونتمناه–؛ ففي هذه الحالة يمكن أن تعتمدي على ممارسة الرياضة البسيطة، ابدئي برياضة بسيطة لمدة قصيرة، ثم بعد ذلك ارفعي معدل ممارسة الرياضة تدريجيًا لتصل إلى ساعة يوميًا، من أي نوع من الرياضة تمارسينها.

وفي ذات الوقت نظمي نومك، فالنوم المبكر مهم جدًّا؛ لأنه يُجدد الطاقات، والشعور بالراحة الجسدية والذهنية يُحسِّن التركيز، تلاوة القرآن الكريم والصلاة في وقتها تُحسِّنُ التركيز، ولا بد من أن تُعرضي نفسك لمصادر الاطلاع، القراءة، الاستماع إلى البرامج الجيدة، هذا أيضًا يُساعدك كثيرًا، وكوني إيجابية في تفكيرك، إيجابية التفكير مهمة جدًّا.

في هذه المرحلة لا أرى أنك في حاجة لأحد محسنات المزاج، أعتقد أنك إذا طبقت ما ذكرته لك مع إجراء الفحوصات الطبية التي تحدثنا عنها، هذا -إن شاء الله تعالى- يكفي تمامًا، وسوف تتحسَّن أحوالك تدريجيًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً