الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف الأطباء حول مشاكلي التنفسية الأنفية حيّرني! فماذا ترجّحون؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي، أبلغ من العمر 21 عامًا، ولديّ مشاكل في التنفس، وأُصاب أحيانًا بالصداع، ذهبت إلى طبيب، وقال لي: إنّ عندي التهابًا مزمنًا في الجيوب الأنفية، وليس له علاج؛ فهو مزمن، ويسبّب صديدًا؛ مما يؤدي إلى أعراضٍ، مثل: الاحتقان أحيانًا، والصداع، وانسداد الأنف، وأعطاني الطبيب دواء، وهو عبارة عن بخاخ وحبوب حساسية، ولكني لم أستمر عليه طويلًا، فبمجرد اختفاء الأعراض، توقفت عن تناول الدواء.

بالأمس ذهبت إلى دكتور آخر، وعملت أشعة، وقال الطبيب: إن الأشعة أظهرت انحراف الحاجز الأنفي، وعدم تساوي الغضاريف، بمعنى: هناك واحدة أكبر من الأخرى (تضخم)، وقال لي: إنني أحتاج عمليةً لإصلاح الحاجز الأنفي والغضاريف، فأنا محتار! فتشخيص الطبيب الأول: إنها مزمنة، وقال لي: حتى لو تمّ عمل عملية، فهذا المرض مزمن، أما الطبيب الثاني، فقال لي: إن لها علاجًا، عن طريق العملية.

مع العلم أن بعض الأشخاص يقولون لي: لا تفعل العملية، فقد فعلها أشخاصٌ قبل ذلك، وفشلت، بل أدت إلى مضاعفات أكبر.

أرجو من سيادتكم إفادتي برأيكم في هذا الموضوع، ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التهاب الجيوب الأنفية المزمن له علاج إما دوائي أو جراحي عن طريق منظار الجيوب الأنفية، إذا فشل العلاج الدوائي، ولكن أغلب ظني أن طبيبك المعالج يقصد أن لديك حساسية مزمنة؛ ولذا وصف لك بخاخًا وحبوبًا للحساسية، وهذا العلاج مهدئ للحساسية فقط لا غير، ولكن علاج الحساسية بالمقام الأول يكون بالبعد عن مهيجاتها، وأهمها: التراب والدخان والعطور والبخور والمناديل المعطرة ومعطرات الجو والمنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية ووبر الصوف والغنم وزغب الطيور ورائحة الطلاء والوقود، وبعض المأكولات: مثل: البيض والسمك والموز والفراولة والمانجو والشيكولاتة والحليب، وغيرها من المهيجات، والتي تتفاوت من شخص لآخر.

قد ينتج عن الحساسية المزمنة انسداد مزمن بالأنف؛ نتيجة تضخم قرنيات الأنف؛ مما ينتج عنه التهاب بالجيوب الأنفية؛ بسبب انسداد المجرى الهوائي، وتجمع الإفرازات بالجيوب الأنفية، وتكاثر البكتيريا عليها؛ مسبّبة تلك الالتهابات؛ ولذا يجب استخدام غسول قلوي لتنظيف الأنف، والتخلص من هذه الإفرازات عن طريق الاستنشاق والاستنثار عدة مرات يوميًا، وكذلك تناول مضاد حيوي قوي للوصول إلى داخل هذه التجاويف العظمية، مثل: (تافانيك)، حبة واحدة يوميًا أو (سيبروسين) أو (سيبروباى)، 500 مج، حبوب، مرتين يوميًا لمدة سبعة إلى عشرة أيام متواصلة؛ للقضاء على الالتهاب بصورة جيدة.

أما عن قول الطبيب الثاني، والذي يرى أن لديك اعوجاجًا بالحاجز الأنفي وتضخمًا في غضاريف الأنف، وتحتاج لعملية تقويم الحاجز واستئصال جزء من الغضاريف المتضخمة، فنقول: إن معظم المصريين والعرب عمومًا بنسبة 70% لديهم اعوجاج بالحاجز الأنفي، ولكن لا تظهر أية أعراض؛ ولذا لا يجب الاقتراب منه في مثل تلك الحالات، وقد يكون اعوجاج الحاجز مسببًا للصداع وانسداد الأنف لديك، فتحتاج لعملية لتقويمه، ولكن لِيكُنْ في اعتبارك أن نتيجة التحسن لن تكون أكثر من 50%؛ لأن جزءًا كبيرًا من معاناتك بسبب الحساسية وتضخم الغضاريف، والتي وإن تم استئصال جزء منها، سوف تتضخم مرة أخرى، وتعود لما كانت عليه.

لذا، فنصيحتي لك: بعلاج الحساسية أولًا؛ بالبعد التام عن مهيجاتها التي ذكرتُها آنفًا، مع تناول حبوب الحساسية، مثل: (كلارا) أو (كلاريتين)، حبة كل مساء، مع بخاخ الحساسية (فلوكسيناز) أو (رينوكورت)، مرتين يوميًا، حتى تهدأ الحساسية تمامًا، فإذا أصبح أنفُكَ سالكًا، وليس به انسداد، واختفى الصداع، وبذلك نتأكد أن اعوجاج الحاجز لديك غير مؤثر، ولا ينتج عنه أي أعراض؛ وبالتالي لا تحتاج لعملية لتقويمه، ولكن إذا كان هناك انسداد بالأنف باستمرار على جهة واحدة -وهي جهة اعوجاج الحاجز الأنفي-، وليس الانسداد بالتبادل بين الجهتين، كما يحدث مع من يعانون من حساسية الأنف، مع وجود صداع مستمر، فحينها نقول: أن اعوجاج الحاجز، هو المسبب للصداع والانسداد، وتحتاج عملية جراحية لتقويمه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً