الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم شديد بأسفل ظهري، هل هو من ممارسة العادة السيئة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة للأسف الشديد كنت أمارس العادة السيئة الدنيئة، لكن بعدها أصابني ألم شديد في أسفل ظهري، يزداد عند الانحناء والجلوس، ثم أصابني ألم في رقبتي، ما السبب؟ وما هو الحل والعلاج لهذه الآلام؟

الرجاء المساعدة لأني خائفة جدا ونادمة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reham .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

التخلص من العادة السيئة ليس بالأمنيات والرغبات، ولكن بالعزيمة الصادقة والتوبة النصوح، وباليقين بأن هذا الأمر طريق نهايته سيئة، ولا تنطفئ الشهوة بالشهوة ولكن تزيدها توهجا وسعارا، ومن المؤكد أن الانفراد بالنفس في الغرف لفترات طويلة، ومشاهدة المقاطع الإباحية والأفلام الجنسية فيه ما يثير الشهوة، وما يتبع ذلك من ممارسة العادة السيئة، وما يتبع ذلك من انطفاء نور القلب وضعف الأيمان، واستصغار الذنوب وترك الخشية وزيادة الغفلة، ولكن ليس للعادة السيئة علاقة بتقديم موعد الدورة الشهرية أو تأخيرها.

ثم عافاك الله -يا ابنتي- وثبتك على طريق الحق، فإن العادة السيئة القبيحة تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس، والانطواء والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات أو في نقاشات، لأن المشغول بالعادة السيئة عادة لا يقرأ كثيرا ولا حتى قليلا، ووقته مشغول وفكره مرتبط بهذه العادة، وممارسة العادة السيئة ناتجة من الفراغ والشعور بالوحدة، والتعرض للمثيرات الجنسية، أو التعرض للاستشارة الزائدة أو وجود مشكلة عاطفية.

لذلك من بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة، هي الاعتراف بالخطأ والندم الشديد على ذلك، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة، والدعاء والذكر، والخروج في نزهة بريئة مع الأسرة وعدم الجلوس منفردة في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة، وللتخلص من تلك العادة أيضا البعد عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي التي تؤدي إلى الأرق ليلا وعدم النوم، مع تجنب مشاهدة المسلسلات الغرامية، أو الكتب الفاسدة والصور والافلام، أي تجنب كل ما يثير شهوتك، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي.

والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم-: (شيئان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.

إذن نشغل وقتنا بالقراءة في الدين والدنيا حتى نستثمر الوقت فيما يفيد، لبناء الشخصية والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس، والبعد عن الوحدة والانفراد بالنفس وأصدقاء السوء الذين لا يتكلمون إلا في مواضيع الجنس وما حولها.

والآلام التي تشعرين بها في الظهر خصوصا مع الانحناء تحدث، وألم الرقبة بسبب الأوضاع الخاطئة في الجلوس، وبسبب استعمال وسادة غير مناسبة تؤدي إلى شد على عضلات الرقبة، وإلى الإحساس بالألم، وتحدث كذلك بسبب نقص بعض الفيتامينات، والعناصر الغذائية الضرورية للجسم مثل فيتامين (د) والكالسيوم والحديد.

والعلاج عن طريق تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين في اليوم، مع باسط للعضلات مثل كبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع الحرص على تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية كل أسبوع كبسولة لمدة 2 إلى 4 شهور، مع شرب الحليب والغذاء الصحي المتوازن، والاستحمام بالماء الساخن في البداية، ثم التدرج في تبريد الماء حتى يتعود الجسم على الماء البارد، وإكمال الحمام بالماء البارد، ولكل من الماء الساخن والبارد فائدة في التخلص من الألم، وتنشيط الدورة الدموية، والشعور بالحيوية والنشاط.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً