الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

راقية تدعي معرفة نوايا الأشخاص، ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكت لي صديقتي عن سيدة تقرأ الرقية الشرعية على الناس، وأنها قبل أن تبدأ هذا كانت قد نامت يوما، وعندما استفاقت وجدت نفسها حافظة لسورة الرحمن، وقبل أن تذهب إليها سيدة ما تطلب من السيدة أن تصلي الاستخارة، وهي كذلك تصلي الاستخارة، وقالت لي: إنها تستطيع أن تعرف نوايا الشخص، وإن كان صالحا أم لا.

لا أخفيكم فقد ساورني الشك حول هذه المعلومة الأخيرة، وأنا أريد من يقرأ الرقية الشرعية علي؛ لأن نفسيتي أصبحت متأزمة، وتأتيني أحلام مخيفة، كخروج الشعر من فمي، أنا مخطوبة وأخاف أن أكون مسحورة، أو محسودة، أو معيونة.

المهم، أريد أن أعرف هل هذه السيدة صالحة لعمل الرقية أم لا؟

وجزاكم الله ألف ألف ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، كما نسأله تبارك وتعالى أن يرد عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، واعتداء المعتدين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة–: فإني أحمدُ الله إليك أن شرح صدرك للخير، خاصة فيما يتعلق بهذه المرأة التي تقوم بالرقية، إذ أنك ذكرت أنها تقول: إنها تستطيع أن تعرف نوايا الشخص، وفيما إن كان صالحًا أم لا، هذا الذي جعلك تشكين فيها، وشكك -حقيقةً- في محله؛ لأن هذا الكلام غير مقبول شرعًا، فإننا لا نعلم حقيقة هذه المسائل، ولا يُوجد أحد في الكون كله يستطيع أن يعرف بمجرد الكلام من إنسان هل هو صالح أم لا، لمجرد أنه استخار استخارة، أو أنه على قدر من الصلاح والديانة؛ لأن هذا من علم الغيب، والله تبارك وتعالى يقول: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}.

فهذه المرأة تدعي علم الغيب، ولذلك لا يجوز للإنسان أن يذهب إليها؛ لأن ادعاء علم الغيب من الأمور العظيمة، ومن الخصوصيات التي اختصَّ الله تبارك وتعالى بها نفسه، ولم يُعطِ أحدًا من خلقه صلاحية لمعرفة ما في نفس الأشخاص ولا نواياهم، لمجرد أنه على قدر من الصلاح أو الديانة.

ولذلك لا تذهبي لهذه المرأة فعلاً، ولا تتعاملي معها؛ لأنها قد تُفسد عليك نيتك وتفسد عليك عقيدتك.

أما فيما يتعلق بالظروف الصحية التي تمرين بها، وخاصة أنك ترين أحلاما مخيفة وغير ذلك، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك -فعلاً- في حاجة إلى رقية شرعية، ولكن الشرعية ليست بالأمر الصعب أو المستحيل الذي لا يقوم به إلا بعض الناس، فابحثي عن غيرها من النساء أو من الرجال، شريطة أن يكون معك محرم، والحمد لله أن هذا أمر سهلٌ ميسور، فإن وجدت أحدًا –وإن كانت امرأة يكون أفضل، وإلا فلا مانع من رجل مع وجود محرم–؛ لأن حال الرؤية كحال التداوي، والذهاب إلى الأطباء، وإن كان الأفضل أن تقومي بذلك بنفسك، وأنا أتمنى ذلك، أتمنى أن تقومي برقية نفسك، وتستطيعين طبعًا أن تطلعي على آيات وأحاديث الرقية من خلال الكتيبات أو الكتب التي تُوجد بكثرة في بلاد المسلمين، كذلك الدخول أيضًا على الإنترنت وتبحثين عن (الرقية الشرعية) ستجدين أمامك النصوص التي تحتاجين إليها كلها -بإذن الله تعالى-.

وإن كان والدك أو والدتك لديهم القدرة على ذلك، فذلك يكون حسنًا، وأنصح باستعمال الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، وهي موجودة على الإنترنت، تستطيعين في موقع البحث جوجل أن تكتبي (الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل)، وهي من أقوى الرقى التي يستعملها الرقاة إلى الآن؛ لأنها مكثفة ومركزة وقوية، خاصة الرقية الطويلة التي تصل إلى تسع ساعات ونصف، ومن الممكن استعمالها في الليل، بأن تجعليها تقرأ وأنت نائمة في نفس الغرفة، وبإذن الله تعالى سوف تنتهي هذه الأحلام المخيفة والمزعجة، وسوف تتحسَّن حالتك -بإذن الله تعالى– وفي النهار تستطيعين أن تستمعي إلى الرقية الشرعية التي هي في حدود ساعة أو نصف ساعة، وهذا متوفر وموجود وميسور.

إذًا لا نحتاج إلى أن نذهب لهذه المرأة التي تدعي علم الغيب؛ لأن هذا كما ذكرت لك مخالف للشريعة، لأنه مُعارض لكلام الله تعالى وكلام النبي -صلى الله عليه وسلم– وادعاء علم الغيب من الأمور العظيمة التي تجعل عقيدة الإنسان على قدر كبير من الخطورة.

لذا أنصح بعدم الذهاب إليها، ورقية نفسك بنفسك، أو أن يقوم بذلك أحد أقاربك أو أرحامك، وإن لم يتيسر ذلك فلتكن الاستعانة بغيرها ممن لا يُعرف عنهم هذا الانحراف العقدي، وأسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً