الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب المشاكل والعوائق التي تحصل لي في حياتي؟ أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

سأذكر مشكلتي بالتفصيل:
المشكلة بدأت قبل سنتين وبضعة أشهر، كان حالنا ممتازًا، وأمور حياتنا رائعة وميسرة، فجاء أخي المريض بالسكري وظهرت له في رقبته دمامل، وخلال أسبوع تعب تعبًا شديدًا، وأدخل المستشفى وتوفي مباشرة.

بعد ذلك بدأت تحصل لنا مشاكل أسرية، وعلاقتنا مع أخوالي كانت جيدة وانقطعت كليًا، وبعد بضعة أشهر تخرجت، وبدأت المشاكل، وثيقتي تأخر صدورها من الجامعة، وبقيت حوالي الشهر حتى خرجتْ من قسم الرجال.

بدأت أحاول تطوير لغتي الإنجليزية، ولكن الأمر يصعب عليّ، فبين المستوى والمستوى أشهر طويلة، وإلى الآن مرت سنتان ولم أدرس سوى ثلاثة مستويات.

حاولت أن آخذ خبرة في مجالي، ولكن الكل يرفض ولا يقبل، ولا أحد يرشدني، وبقيت على هذه الحال أشهرًا، حتى اشتد الموضوع، وبعد بكاء ودموع، ودعاء، وشهر من المكالمات، تمت الموافقة على تدريبي، وبمقابل مادي، وحاولت البحث عن عمل وإلى الآن لم أستطع العثور على عمل، وبليت بأشخاص خدعوني، وأخبروني بطرق خاطئة للحصول على العمل.

عندما أطلب من والدي الذهاب إلى دورات وندوات؛ يعارض ويرفض. وأنا أبكي وأتضرع إلى ربي؛ لكي يوافق، مع أنه كان سابقًا يسمح لنا بالذهاب إلى كل مكان دون اعتراض.

أقاربي يحرضون والدي؛ حتى لا أعمل في مجالي، وآخذ أي وظيفة بسيطة على الرغم أني متفوقة ومجتهدة في دراستي والكل يعلم ذلك.

عمري 25 سنة، وليس بي عيوب، وإلى هذه اللحظة لم يخطبني أحد أبدًا سوى مرة اتصل أناس ورفضهم والدي دون سؤال ودون سبب.

ليس لدي صديقات، وكلما تعرفت على زميلات ابتلى بأشخاص يحاولون استغلالي لصالحهم، تصدقت صدقة شهرية، ويومية، وشبه أسبوعية إن استطعت، وكفلت يتيمًا، واستغفرت ودعوت، وقرأت سورة البقرة، وصرت أقوم الليل، لكن أموري لا تتحسن ولو قليلًا.

منذ سنة ظهرت لدي بقعتان حلفيتان حمراوتان، واحدة في أعلى الفخذ الأيسر، وواحدة في ربلة الساق الأيمن، وأعاني من تساقط الشعر والقشرة، والحكة، ولم تساعدني الأدوية على العلاج، فالأمراض تأتي وتذهب.

أصبح والدي يعيرني ويهينني بعدم الحصول على وظيفة في كل مرة أطلب منه حضور دورة أو مؤتمر.

أختي كان شعرها كثيفًا عندما كان عمرها 12 سنة، والآن تعاني من شبه صلع، وحاولت مع الأدوية ولكن بدون فائدة.

كذلك تحلم بقطط سوداء ترمي عليها، وكلاب سود، وبيتنا القديم الخرب، وعمرها الآن 24 سنة، وإلى الآن لم تخطب أبدًا مع أنها لا تعاني من مشاكل كالقبح أو سوء الأخلاق.

قبل 10 أو 11 سنة وجدنا سحرًا في منزلنا وفككناه، وحلمت عمتي أن هناك سحرًا آخر في حفرة، و لكن لم نجد شيئًا.

سؤالي: لماذا تحصل معي كل هذه المشاكل؟ ولماذا أعمل كل ما أستطيع ولكن وضعي لا يتحسن ولو قليلًا؟ هل هي عين أو حسد أو سحر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن الذي يحصل لا يخلو من الإزعاج، ونسأل الله أن يعجل لكم بالفرج العاجل، وننصحكم بما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- عمارة الدار بالأذكار، وتلاوة القرآن.

3- إظهار الرضا بقضاء الله وقدره.

4- تجنب الخصام؛ لأنه سبب لبعد الخير، كيف وقد رفع العلم بليلة القدر عندما تلاحا وتخاصم رجلان.

5- التفاؤل بالخير، والبعد عن التشاؤم، فالشؤم على من تشاءم.

6- المبادرة إلى صلة الرحم وإن قطع الآخر، فليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.

7- الشكر عند النعم، والصبر عند الألم من صفات أهل الإيمان، وعجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن.

8- النظر إلى من هم أقل؛ حتى لا نحتقر نعم الله علينا.

9- تجنب المقارنة مع الآخرين، وسلامة الصدر لجميع المؤمنين.

10- السعي إلى مساعدة الآخرين، وقضاء حوائجهم؛ ليكون العظيم في حاجتكم.

11- عرض ما يحصل على راق شرعي، وقراءة الرقية على أنفسكم.

12- التعوذ بالله من شياطين الإنس والجن، واليقين بأن الأمر لله من قبل ومن بعد.

13- تقوى الله في السر والعلن.

14- الصبر والاستعانة بالله، والتوكل عليه.

15- الاستمرار في التواصل مع موقعكم.

ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.
+++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د/ محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
+++++++++++++++++++++

بالنسبة للقشرة والحكة بفروة الرأس، فهي نوع من أنواع الإكزيما الدهنية، وليست من الأسباب المتعارف عليها لتساقط الشعر، وهذا النوع من الأكزيما يكون متكرراً، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور، أو التهيج مرة أخرى كما ذكرت، ويجب التكيف مع المشكلة التي تعانين منها، واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال، وآمن في نفس الوقت؛ حتى يتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي.

يمكنك استعمال علاجات طبية فعالة؛ للتخلص من هذه المشكلة، مثل (Betnovate scalp application or Elocom lotion) بواقع مرة واحدة يومياً لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة إن وجدت، ثم تستمر بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعياً حسب الحاجة بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقًا؛ حتى تحافظ على فروة الرأس صحية، وخالية من القشور، و هذه الشامبوهات الـ (Selenium sulphide) أو (Phytheol intense) أو (Decros antidandruff) أو (Kelual DS) وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعانين منها، وإذا عاودت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي، ولكن لوقت قصير، وهكذا، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.

وبالنسبة لمشكلات تساقط الشعر لك ولأختك -حفظكما الله- فلابد من الانتباه إلى المعلومات والنصائح التالية جيدًا:

الشعر الموجود في فروة يكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen) ومرحلة الكمون الـ(Catagen) ومرحلة السقوط الـ(Telogen) حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرًا في مرحلة الكمون والتساقط, ويستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، العمليات الجراحية، ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظًا بعد فترة من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية الغير صحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله- و التأكد من عدم إصابتك بالصلع الوراثي، وبالأخص أختك حفظها الله.

النوع المذكور سابقًا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ(Telogen Effluvium) وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

أما بالنسبة للصلع الوراثي فعادة لا يكون مصحوبًا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبًا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيًا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل ال(Dermoscope) ويمكنك مراجعة الطبيب؛ للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرًا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو، مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعاً بعد التوقف عن العلاج؛ يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2% بمعدل 6 بخات مرتين يومياً على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكدي من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي؛ لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى، وطرق علاجية جديدة، يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

النصائح التالية مهمة لك بكيفية الاهتمام بالصحة العامة, والعناية بالشعر:

• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية, والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميًا.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة؛ لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس, وتجنب التوتر والقلق, وأخذ قسط كاف من النوم يوميًا.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات, وتجنب استعمال الصابون بأنواعه, على أن يكون بالتباعد؛ لكي تبقي الشعر نظيفًا, وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع, وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر (Conditioner) مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة, ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى, ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل, والموس, وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين, وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار, وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

أخيرًا مشكلة البقع الحمراء التي ظهرت في الأطراف السفلى، لا يمكن الوصول إلى تشخيص دقيق لها من خلال الوصف المذكور، ويحتاج الأمر إلى زيارة الطبيب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً