الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الصرع وأشعر به قبل حدوثه، ما السبب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أنا شاب بعمر 25 سنة، أعاني من نوبات صرع، وأحس أنها مختلفة عن نوبات الصرع التي أراها في الناس، فإنها قبل أن تأتيني النوبة بدقيقة تقريباً أحس بدوخة غير عادية، فأكون مرتبكاً، ويختلط علي الكلام، ولا أستطيع تذكر أسماء إخواني أو أصحابي، ولا أين غرفتي أو غرفة إخواني أو أمي، وأكون كفاقد للذاكرة لمدة يسيرة، وبعد ذلك تأتيني النوبة، ثم أنام طويلاً.

الحمد لله، لأني أعلم بالتنشج قبل حدوثه، فقد رأيت بعض الناس يسقطون فجأة، فيجرح وجهه من الوقوع على الأرض.

ذهبت إلى الطبيب، وعملت فحوصات طبية، ولم يتبين أني أعاني من أي شيء، فشككت أني مسحور أو أن عيناً أصابتني، فذهبت إلى الشيوخ، فلم أستفد، وكانت تأتيني في الشهر أربع مرات كأقصى حد، وذهبت إلى طبيب آخر ووصف دواءً -نسيت اسمه، ولكن لونه برتقالي، وفيه قطع صغيرة من اللون الأحمر- المهم التزمت بالعلاج ولكن بدون فائدة، فتركته.

ذهبت إلى استشاري في مستشفى آخر، ووصف لي (ديباكين 500)، أتناول منه حبة ونصف الحبة صباحاً، وحبة ونصف الحبة مساء، وبعد فترة ليست طويلة تركته، ومضت ثلاثة أشهر لا تأتيني، وفجأة جاءتني، والآن -الحمد لله- تأتيني في الشهر أو الشهرين مرة، وربما بعد ثلاثة أشهر، ثم رجعت إلى استخدام الدواء، وأنا مستمر فيه، ولكن بعض الأيام قد أتأخر عن موعد الدواء أو أنساه أحياناً.

هل من دواء أو نصيحة تقدمونها لي؟ فأنا محتاج لنصائحكم، وأرجو منكم بيان سبب اختلاف نوبة الصرع.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الفاضل: فنشكرك على التواصل معنا في إسلام ويب، والثقة في هذا الموقع، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

الذي تعاني منه هو نوع من الصرع، والصرع ليس بنوع واحد، فهناك عدة أنواع، وهذا النوع الذي وصفته ليس غريبًا، فهو معروف أنه يُصيب بعض الناس، وتكون مقدماته بنفس الصورة والكيفية التي وصفتها، والدليل أن هذه النوبات فعلاً ناتجة من اضطراب في كهرباء الدماغ استجابتك لعقار (دباكين)، و(الدباكين) دواء ممتاز، وفاعل جدًّا، وأنت بفضل الله تعالى كانت استجابتك لجرعة صغيرة جدًّا، وهي (750 ملجم)، -أي (1500 ملجم) في اليوم كجرعة كاملة- وهذه ليست جرعة كبيرة أبدًا.

أخِي الكريم: أنا أنصحك بتناول الدواء، والتفسير لحالتك واضح جدًّا، حيث إن الصرع ليس كله واحدًا، فهناك عدة أنواع، فهناك الصرع الأكبر، وهناك الصرع الكامل، وهناك الصرع الجزئي أو الأصغر، وهكذا. المهم في نهاية الأمر أن تشفى وأن تتعافى، وحالتك هذه إذا داومت على العلاج لمدة ثلاث سنوات ولم تأتِك أي نوبات بعد ذلك، فأعتقد أن الطبيب سوف يقوم بالتوقف التدريجي عن الدواء، وإن شاء الله تعالى لن تعاودك الحالة مرة أخرى.

أخِي الكريم: أهم شيء أنصحك به فيما يخص العلاج الدوائي هو الانتظام عليه، فقد كانوا يقولون الالتزام بالعلاج الدوائي، والآن يقولون: الالتصاق بالعلاج الدوائي، وذلك تأكيدًا وتحتمًا على أن الاستجابة الدوائية الصحيحة لا تتأتى ولا تتم ولا تكتمل إلا من خلال الالتزام القاطع.

و(الدباكين) يتميز أنه يمكن أن تأخذه كجرعة واحدة في المساء، وهذه أحد محاسنه، ولكن شاور طبيبك في هذا الأمر، وأريدك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية جدًّا، وما دمت سوف تتناول الدواء بصورة صحيحة، فأعتقد أنك -بالفعل- يمكن أن تعيش حياة صحيحة وطيبة وسليمة.

أما فقدان الذاكرة: فهذا أحد المكونات الرئيسية لبعض النوبات الصرعية، وهو افتقاد أو اضطراب جزئي ووقتي، وليس افتقادًا دائمًا للذاكرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً