الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجبت بشخصٍ يدرس معي وأتمناه أن يكون صديقي، فهل أنا مخطئ؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي غريبة نوعاً ما، لكن بدون إطالة سوف أدخل في الموضوع.

أنا أدرس في الثانوية الصف النهائي شعبة لغات أجنبية، وقعت في إعجاب شخص يدرس في نفس ثانويتي لكنه يكبرني بسنة، يسكن قرب حينا، وأردت أن يكون صديقي بشتى الطرق، فصادقت أصدقاءه، ودعوت الله في الصلاة كثيراً.

أقابله كل يوم في الطريق أثناء العودة من المدرسة، وعلى حسب ظني أنه هو أيضا يريد أن يكون صديقي.

الذي حيرني هو لماذا أعجبت به كثيراً حتى صرت أربط كل شيء يحدث معي به؟! لذلك طلبت مشورتكم، انصحوني ما الذي أفعل؟ أتمنى أن لا يكون شذوذاً، لأنني لا أتمناه بشهوة، بل أريده فقط صديقاً مخلصاً، حتى وصل بي الأمر ودعوت في الصلاة قائلاً (يا ربي إن كنت ترى خيرا في صداقتي به فقربه مني هذا الأسبوع) ومضى الأسبوع ولم يصبح صديقي، فحاولت أن أنساه ولم أستطع!

أحيطكم علما أن لي علاقات عاطفية مع البنات، وما أثار حيرتي أو كثرة الاهتمام به هو تشاركنا في الألوان المفضلة، مثلاً إذا لبست أنا اليوم أزرق أجده يلبس اللون الأزرق!

أتمنى أن تساعدوني في حل مشكلتي البسيطة، وبحلول سريعة قبل انتهاء السنة الدراسية، علما أني أطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأحافظ على الصلاة، وقد حلفت أن أصوم 3 أيام في حال استجاب الله تعالى لي، وإن كنت مخطئاً في شيء فنبهوني.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ العيساوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يجعل أخوتكم وصداقتكم في طاعة الكبير المتعال، وأن يحشرنا جميعا في صحبة رسولنا وآله وصحبه.

أعجبنا وأسعدنا حرصك على السؤال، وخوفك من انحراف الصداقة وانجراف العواطف، وهنيئاً لمن عمر قلبه بحب الله، وعطر لسانه بذكر الله، وانطلق في محابه من حبه في الله، والصداقة الحقة هي ما كانت في الله ولله وبالله وعلى مراد الله.

الأخوة والصداقة التي لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب إلى عداوة، قال العظيم سبحانه: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) وقد أحسنت في مواظبتك على الصلوات، وفي مسارعتك للطاعات، وفي بعدك عن الشهوات، فأنت -ولله الحمد- تميل إلى الجنس الذي فطر الرجال على الميل إليه، فليس ثم شذوذ، وهذا مؤشر جيد، وندعوك لقطع العلاقة بالبنات وندعوك لأن تعجل بالزواج الحلال.

أما بالنسبة لميلك للشاب ورغبتك في مصادقتك فإننا نقول: الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وتجانس الأرواح والتطابق بينها معروف بين الناس ومألوف، ولا إشكال فيه إذا كان في الحدود الطبيعية، بحيث لا يشغل عن واجب ولا يمنع من التناصح والتعاون على البر والتقوى، ولم يتحول إلى عشق محرم.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بتأسيس العلاقات على التقوى والإيمان والطاعات، واستمر في يقظتك، لأن الشيطان يستدرج الناس، ووسع دائرة التعارف والصداقات، وأكثر من التوجه لرب الأرض والسموات.

نسأل الله أن يوفقكم وأن يلهمكم السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً