الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الدوخة وتسارع ضربات القلب والسقوط إلى الأرض، ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 24 سنة، ووزني 80 كجم، وطولي 176 سم، وعندي التهاب دائم في الجيوب الأنفية.

منذ أسبوعين وأنا عائد في الليل بعد يوم طويل مرهِق؛ حصلتْ لي دوخة وتسارُع ضربات القلب، وسقطتُ في الشارع، وكنت على وشك الإغماء، رغم أني تناولت العشاء قبل ذلك بقليل، لكني طول اليوم لم أشرب ماء إلا كوبًا أو أقلّ، والضغط كان (80 /50).

في اليوم التالي حصلت نفس الحالة مرتين، كلما أقوم يقلّ الضغط، وتتسارع ضربات القلب، مع حدوث تنميل في الوجه في الجانب الأيسر، وحَدَثَ تثاقل بالكلام.

ذهبت للطبيب، وعَمِلَ رسمًا للقلب، فأظهرت النتيجة أنه سليم، وعمل تحاليل دم شاملة، وكانت النتائج جيدة باستثناء ارتفاع بسيط في (tsh)، رغم أن تحاليل (t 3 t 4) جيدة، والسكر كان 76، وحجم الدم كان قليلًا، لكنه في المستوى الطبيعي، مع العلم أني كنت على نظام ريجيم طويل جدًا منذ حوالي سنة ونصف، وكنت في فترة تثبيت، رغم عدم وجود أنيميا، والهيموجلوبين جيد.

استمررت على فيتامينات ودواء لرفع الضغط، لمدة أسبوع، وكان الضغط أحيانًا يصير (140/80)، وفي اليوم التالي (100 /70)، والأطراف دائمًا باردة جدًا، ولون اليدين أو القدمين شاحب، وأحيانًا أشعر بنبضٍ في أماكن متفرقة من الجسم.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الدوخة المفاجئة والدوار وما يصاحبهما من تعرّق داخل الغرفة له علاقة بالإثارة التي تحدث للعصب اللاإرادي العاشر المُسمّى العصب الحائر (Vagus nerve)، ويحدث ذلك عند الوقوف المفاجئ من وضع الرقاد أو عند شمّ رائحة قوية أو رؤية منظر غير مريح، ومع طول الوقوف والإرهاق أو شم روائح المختبرات؛ مما يؤدي إلى الدوخة والدوار والغثيان والتعرّق وفقدان الوعي أحيانًا، وتُسمى تلك الحالة (Vasovagal attack)، حيث يحدث توسُّع للأوعية الدموية الطرفية، وينسحب الدم من الدورة الدموية إلى الأطراف، ونشعر بزيادة نبضات القلب وسخونة الوجه والغثيان أو القيء والتعرق، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.

عند الاستلقاء على الأرض ورفع الأقدام إلى الأعلى يبدأ الجسم في إعادة ترتيب نفسه، وتصل الدورة الدموية إلى المخ، ويستعيد الإنسان وعيه تدريجيًا مع شرب بعض العصائر، وتناوُل قليل من الملح أو الأجبان المالحة أو الزيتون المخلل، وهذه الحالة يتم التخلص منها بالتعود التدريجي على المواقف، والحذر عند التواجد في بعض الأماكن أو رؤية المناظر التي تؤدي إلى تلك الحالة، وعدم الوقوف المباشر من وضع الرقاد، بل عليه أن يبدأ بالجلوس في السرير لعدة دقائق قبل الوقوف، وإن لم يفعل فليس هناك خطورة.

ليس الغرض من الحمية هو الجوع، بل يمكنك تناول البروتين الحيواني والنباتي؛ لتقوية الدم وحفظ وزيادة الكتلة العضلية، والتخلص في نفس الوقت من الدهون الزائدة والوزن الزائد، والمهم هو شرب السوائل وتناول قليل من الملح أو المخللات؛ لضبط الضغط، مع عمل تحليل بول وبراز وصورة دم، وتناول العلاج المناسب في حال وجود فقر دم أو التهاب في المسالك البولية، والحرص على التغذية الجيدة.

يُمكن علاج حساسية والتهاب الجيوب الأنفية عن طريق الاستنشاق بالماء المالح عدة مرات يوميًا، مثل الوضوء تمامًا، عن طريق إذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب كبير من الماء، مع استعمال بخاخ (rhinocort)، وهو بخاخ (كورتيزون)، يستخدم مرتين يوميًا بعد تنظيف الأنف بالماء المالح، ويُمكن تناول قرص مضاد للحساسية، مثل: (telfast 120 mg)، مرة واحدة مساء، مع تناول مضاد حيوي للبلغم، مثل: (Augmentin 1gm)، مرتين يوميًا لمدة أسبوع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات