الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفسيتي متعبة لعدم وجود عمل وأفكر أن أفسخ الخطبة .. أريد نصيحتكم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد جزاكم الله خيرًا، وجعله في ميزان حسناتكم على هذا الموقع.

أنا شاب أبلغ 32 سنة، أعاني من توتر وقلق، وأحيانًا أحس بأني مصاب بالاكتئاب، ولا أريد الحديث كثيرًا مع الناس، وأحس أن الناس يكرهوني ولا يحبوني حتى وصل الأمر بي أن كرهت الحياة بما فيها كل هذه الأحاسيس سببها الأول والأخير رزق الوظيفة، فأنا أبلغ 32 سنة من العمر لم أحصل على وظيفة مستقرة إلى الآن.

مع العلم أني متحصل على شهادة جامعية، فهذا زاد من تفكيري في المستقبل ليلاً نهارًا، فقد أقدمت على خطبة فتاة، وأنا الآن متردد وخائف من المستقبل، وأخاف أن أظلمها معي، فأحيانا أقول أفسخ الخطبة وأنتهي من الأمر، وأحيانًا أقول سوف يرزقني الله بالوظيفة بإذن الله.

رجاء انصحوني؛ لأن نفسيتي متعبة للغاية، وادعو لي بالرزق (الوظيفة).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: الإنسان يحب ويرتاح عندما يكون منتمياً إلى جماعة معينة في جميع مراحل حياته، وقد يمر الشخص بفترات انتقالية بين مرحلة وأخرى يصبح فيها بلا انتماء، وهي من الفترات الصعبة التي يحدث فيها الضيق والتوتر والاكتئاب، فأنت من قبل كنت تنتمي لجماعة طلاب العلم، فتجد التقدير والاحترام من الناس، ومن المجتمع حولك وهناك آمال وطموحات كنت تسعد بها وتشغل بها نفسك، والآن أو منذ فترة تتوق إلى الانتماء إلى جماعة الموظفين، وعدم الحصول على الوظيفة في الوقت المناسب يحدث أيضاً الشعور بالإحباط، وربما اليأس والقنوط.

فنقول لك -أخي الكريم- إن هذه الفترة ستمر -إن شاء الله- فقد مر بها كثير من الخريجين في هذا العصر، والمهم هو إبعاد اليأس وزرع الأمل من جديد، والنظر في وضع خطة جديدة والاستعداد لتكملة النواقص واكتساب مهارات جديدة تتوافق، مع متطلبات سوق العمل ومحاولة التمسك بأي وظيفة ولو لفترة مؤقتة، والبحث عن الخيارات الموجودة.

فنوصيك -أخي الكريم- بالمواظبة على الاستغفار والإكثار منه فإنه مفتاح الفرج -إن شاء الله- ففيه وعد من الله تعالى { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات وأنهارًا}.

أما موضوع الخطبة فإذا كنت قادرًا على إتمام الزواج، فأفعل فقد يكون الزواج مدعاة لكسب العيش ومفتاحاً للرزق، والأمر ربما يتعلق أيضاً برضى المخطوبة وأهلها وتقبلهم لوضعك الحالي.

فتح الله عليك، ورزقك رزقاً حلالاً مباركًا فيه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً