الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلقة من تصرفات ابني وأراقبه بشدة، فهل هو مريض؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو منكم المساعدة، والرد بأسرع وقت، لدي طفل يبلغ من العمر سنة وتسعة أشهر، أراقبه بشدة، وأراقب تصرفاته؛ لأنني أخشى أن يكون يعاني من التوحد، هو طفل ذكي للغاية يقلدني عندما أصلي، وعندما أكون في المطبخ، يعرف كل أداة وكيف تستخدم، يحب التلفاز وقناه براعم، والسيارات، والأطفال ويفرح إذا شاهدهم، ويلعب معهم، يحاول الآن الاعتماد على نفسه في الأكل، ينطق كلمات قليلة (ماما، بابا، سيارة، عصير، سلطان، أحبك، هيا، تفاح، أنا، حقي، هم)، وهو غير اندفاعي فيخاف أن ينزل من الدرج دون أن يكون متمسكا بي أو بوالده، ينزل لوحده لكن يمسك بالدرابزين، ومن الأمور المقلقة لي أنني عندما أناديه لا يرد علي لا أعرف ما المشكلة؟ يحب أن ينظر للأعلى، ويحب الأنوار، لا ينظر إلي عند مناداته ولو حاولت أن ألف وجهه اتجاهي لا يلفه، ويكون مركزا فيما يلعب به.

ولا أشعر أنه يفهم كلامي عندما أقول له خذ، ضع هذه هناك، أو قم بمساعدتي، ويمشي أحيانا على أطراف أصابعه؛ لأنه يشاهد طفلة قريبة لنا تمشي كذلك، عندما يأتي برنامجا أحبه يأتي ويسحبني إلى التلفاز، وإذا أراد شيئا يسحبني إليه، ونادرا ما يقوم بالإشارة بإصبعه، هذه تقريبا أغلب تصرفاته التي تقلقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بصراحة المشكلة ليست في طفلك الصغير، وإنما في قلقك في هذه المرحلة، وليس هذا طبعا بغريب، فأنت أم ومن الطبيعي أن تقلق الأم على أطفالها، ولكن لا يشير وصفك عن طفلك لأي شيء من أعراض التوحد إلا مؤشرات خفيفة جدا، وأغلب ما ذكرت يتناقض مع التوحد، بل يشير معظمه إلى طفل في كامل حيوته وطاقته -ما شاء الله-.

نعم يمكن للطفل الطبيعي أن يقوم ببعض ما ورد في سؤالك كعدم الاستجابة عند مناداته، وعدم الإشارة بيده أو بعدم النظر إلى الوجهة التي يريد الأهل أن ينظر إليها، فكل هذا لا يشير بالضرورة لأمر مّرضيّ.

يفيد جدا، له ولك أيضا، أن تخففي من هذا القلق، لأن القلق والتوتر بهذا الشكل لن يساعد الطفل ولن يساعدك والأسرة أيضا، عاملي طفلك معاملة طبيعية، ولا يذهب ذهنك إلى أماكن بعيدة في هذه المرحلة.

ما يمكنك عمله هو أنه بعد أن يكمل العامين من العمر اعرضيه على طبيب أطفال ليقوم بالفحص الشامل والتعرف على مراحل تطوره ونموّه، ليس لوجود احتمال إصابته بشيء -لا سمح الله-، ولكن من باب الكشف الروتيني والطبيعي عندما يبلغ الأطفال السنتين من العمر، ونحن ننصح بهذا عادة لكل الأمهات.

وفقك الله، وحفظ طفلكم من أي مكروه، وأقرّ به عيونكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عاليه

    مشكور دكتور طمنتني الحمدلله وجزاك الله الف خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً