الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالقلق والخوف وعدم الثقة عند مواجهة الأشخاص.. ما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 21 سنة، طالبة جامعية، ملتزمة دينيا -ولله الحمد-، أدرس لأصبح أستاذة جامعية، وكما تعلمون أن هذه المهنة تتطلب طلاقة في التعبير، وثقة في النفس، وهذا ما أفتقده، رغم أنني متفوقة في دراستي ألا أن مشكلتي هي الاختبارات الشفوية، فأنا عاجزة تماماً عن الإلقاء الشفوي، أو طرح الأسئلة داخل القسم، حيث أقلل من شأن نفسي فأفضل الصمت.

تتعرق يداي، ويهرب صوتي، وأبدأ بالارتجاف، وتتعالى دقات قلبي حتى أظن أن القسم يسمعها بأكمله، علما أن هذه الحالة بدأت لدي عندما أصبحت في سن 16 عاماً، حاولت التخلص منها مع الوقت، أحيانا أتغلب على خوفي، ألا أنه يهزمني دائما إذا كثر العدد أمامي، ومؤخرا أصبحت أتجنب الاختلاط بالناس، وبدأت بالابتعاد عن صديقاتي، أنا بصدد التحضير للاختبارات النهائية، وأرتجف من الآن خوفاً مما ينتظرني.

أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أيتها -الفاضلة الكريمة- أنت -والحمد لله- طموحة، ومن الواضح أن مقدراتك عالية جداً بفضل الله، وما يعتريك الآن هو نوعاً من قلق المخاوف الظرفية وهذا يحدث، لا تعتبري نفسك مريضة أبداً، فهذا القلق الذي يأتيك هو قلق الإنجاز، قلق الإبداع، قلق النجاح، لكنه في بعض الأحيان قد يتراكم ويشتد مما يعطيك الصورة الإكلينيكية التي أنت عليها الآن.

أنصحك بأن تحقري فكرة الخوف تماماً، وأنا أؤكد لك أن ما تحسين به من خوف وارتجاف واضطراب في الصوت، أو تلعثم هذه مشاعر مبالغ فيها، وليست حقيقية، هي أقل بكثير مما تتصورين، ويمكنك من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء، وذلك حسب ما ورد في استشارة إسلام ويب تحت الرقم : 2136015 أن تتخلصي من معظم هذه الأعراض، فاحرصي تماماً على تطبيق هذه التمارين.

وأريدك أيضاً أن تسعي للنوم المبكر، وعليك بالدعاء، والمهم أيضاً أن تمارسي شيئاً من التمارين الرياضية البسيطة إن كان ذلك ممكناً، لا تتوقفي أبداً عن التواصل الاجتماعي، كوني فاعلة في أسرتك، أذهبي لزيارة أرحامك، أجلسي مع صديقاتك، وفي الفصل الدراسي لا بد أن تكوني في الصف الأول هذا مهم جداً، وتفاعلي مع الدكاترة والأساتذة تفاعلاً إيجابياً، هذا يعطيك دافعية ممتازة.

أنت أيضاً قد تحتاجين لعلاج دوائي بسيط يساعدك كثيراً، هنالك دواء يعرف باسم اندرال من أروع الأدوية التي تعالج مثل حالتك هذه، أنت غير محتاجة إلى دواء أقوى من الإندرال، والإندرال تحتاجينه بجرعة صغيرة جداً، وهي 10 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم 10 مليجرام صباحاً لمدة شهراً آخر، ثم توقفي عن تناوله، الإندرال لا يحتاج إلى وصفة طبية هو فقط لا يسمح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من أمراض الربو.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس نور

    الف شكر لكم على الاجابة الكافية و الوافية جازاكم الله الف خير.. ان شاء الله في ميزان حسناتكم. ساحاول قدر الامكان الالتزام بنصائحكم. اتمنى لكم المزيد من التالق و النجاح
    اختكم في الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً