الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي ارتفاع ضغط الدم والتوتر والقلق

السؤال

السلام عليكم

موضوعي هو: معاناتي من ارتفاع ضغط الدم، حيث أستعمل دواء (ميكارديس 80) حبة واحدة صباحا، و(نورفاسك 5) حبة واحدة مساء.

كما أني أعاني من القولون العصبي لدرجة أني أحيانا وأثناء قيادتي للسيارة لوحدي والذهاب لأماكن بعيدة، أو عند مشاهدتي للازدحام المروري؛ أتوتر، ويحدث لي نوع من القلق والتوتر، وضيق في التنفس؛ لدرجة أني أشعر باختناق، يصحب ذلك ارتفاع في ضغط الدم، والشعور به من خلال الصداع، وأعصابي تكون مشدودة، ووضعي حينها غير طبيعي؛ مما يرهقني المرض.

في إحدى المرات ذهبت لطبيب عام في إحدى المستشفيات الخاصة، وشرحت له الموضوع، وقام بقياس ضغطي، ووجده طبيعيا، وصرف لي دواء دوجماتيل 50، أستعمله لمدة أسبوع حبة واحدة صباحا، وواحدة مساء، وبعد ذلك أتناول حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، كما نصحني أيضا بممارسة رياضة المشي حيث شعرت في الأسبوع الأول بتحسن حالتي بنسبة 60٪ والحمد لله.

سؤالي الأول: هل أستطيع استخدام دواء دوجماتيل لفترة أطول عند تحسن حالتي؟ وكيف؟ وإذا كان الجواب: لا. هل يوجد علاج بديل لحالتي يمكن أن يساعدني بالتغلب على أعراض التوتر والقلق وضيق التنفس؛ بسبب القولون العصبي، أو حتى يمكنني استخدامه عند اللزوم؟

السؤال الثاني: أحيانا وعند وجودي في السيارة أشعر بصداع شديد جدا وكأن رأسي سينفجر، وأشعر بارتفاع ضغط الدم؛ مما يجعلني أتوتر وأقلق، ولكن بعد قياس الضغط بالمنزل أجده طبيعيا أحيانا، وتتحسن حالتي بعد استرخائي بالمنزل، حيث إن الصداع شعرت به أول مرة بعد أن تم إثبات ارتفاع ضغط الدم، والتي بسببها أدخلت المستشفى لمدة يومين تحت الملاحظة.

والسؤال هنا: هل يوجد سبب للصداع؟ وهل أستطيع أن أجري بعض الفحوصات والتحاليل للوقوف على سبب الشعور بالصداع الذي يكون مزعجا أحيانا؟

السؤال الثالث: هل تؤثر الأدوية التي أتناولها لعلاج ضغط الدم على القولون العصبي؟

السؤال الرابع: أحيانا يحدث لي انقطاع للتنفس أثناء النوم؛ مما يجعلني أستيقظ مفزوعا من النوم، ويؤدي أحيانا إلى ارتفاع ضغط الدم، فهل هو مرتبط بالأعراض التي أشكو منها؟ وهل يوجد سبب لذلك؟ وما العلاج؟

آسف على الإطالة، وأشكركم على تعاونكم معنا، وعلى الجهد المبذول من قبلكم لتوضيح وتقديم المساعدة لمن يعاني من المشاكل الصحية، وجعله الله في ميزان حسناتكم، ونتمنى الشفاء العاجل لكل مريض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس في شكواك أي عرض سريري يتبع تشخيص ما ندعوه بالقولون العصبي، أو فيما أقصد لم أجد معاناة من الجهاز الهضمي في قصتك، بل إن الواضح هو وجود حالة قلق وتوتر واكتئاب في قصتك إجمالا، وهذا يدعى القلق الاكتئابي، والكثير ممن لديهم نفس حالتك تتظاهر أعراضهم بشكاوى جسدية عديدة، ومنها: أعراض في الجهاز الهضمي، أو خفقان وضيق نفس, وعدم القدرة على التنفس بارتياح، واضطراب في النوم، أو صداع وغيرها، وندعو هذا الصداع بالصداع التوتري أو التشنجي.

والتحسن الذي حصل خلال استخدامك لدواء الدوغماتيل هو مشعر مهم في هذه الحالة، ويمكن الاستمرار في استخدامه ولفترات طويلة، وتحت إشراف الطبيب؛ لملاحظة إن حدثت تأثيرات جانبية له، وبالطبع هنالك بدائل دوائية له وأهمها الـ (cipralix 10-20 mg).

أما تأثير أدوية الضغط التي تستخدمها على الكولون العصبي: فإن كلا الدوائين -ومثل أي علاجات أخرى- تحمل إمكانية حدوث تأثيرات جانبية، وقد تحدث صداعا أو غثيان أو إمساكا... ولكن تشخيص حالتك بالقلق الاكتئابي يجعل ضرورة البدء باستخدام علاج لها، وربما كان الدوغماتيل هو المفيد عندك -كما ذكرت سابقا-، فإذا منَّ الله عليك بزوال أعراضك باستخدام هذا العلاج فعندها يمكن لطبيبك متابعة تأثيرات أدويتك الجانبية بصورة علمية، وبوضوح.

إن الصداع وارتفاع الضغط الشرياني اللذين يحدثان لك خلال قيادتك للسيارة هو من النوع التوتري، وأنصحك بالبدء أيضا بممارسة النشاط الرياضي؛ فهو خير معين لك في اكتمال المعالجة.

إن أهم أسباب الاستيقاظ الليلي مع الشعور بتوقف التنفس:
1- الشخير المختلط برجوع اللسان أثناء النوم.

2- الكوابيس الليلية.

3- الرجوع الحامضي الليلي.

4- قصورات القلب.

أنصحك: بإجراء تخطيط للنوم، أو مراقبة النوم في مشفى متخصص، واستشارة طبيب أمراض القلب والأمراض النفسية.

مع تمنياتي لك بالصحة والعافية بإذن الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً