الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يدل عدم التجاوب أو التواصل أن الطفل مصاب بالتوحد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لدي طفل ولد بعد ٣٠ أسبوعا من الحمل، وبقي في الخداج لأكثر من شهر، والآن ابني عمره سنتين تقريبا، وكان يتطور بشكل طبيعي ويلعب، وبدأ يتكلم ببعض الكلمات التي تلفظ في عمر السنة والنصف مثل: بابا وماما، لكنه تعلق بقنوات الأطفال، ولم يعد يتعلم أي كلمات جديدة، ونقص تفاعله معي، ولا يتواصل معي بصريا، ولا يستجيب لندائي ولا يرد على أوامري عندما أطلب منه أي شيء، يحب تدوير الأشياء بصورة كبيرة، يحب الخروج من المنزل كثيرا، يلعب مع الأطفال فقط عندما تعجبه طريقة اللعب، فهل يعاني طفلي من التوحد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا.

طبعا من الصعب أن نحكم من خلال ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده التوحد، وما وصفت من بعض التأخر في اللغة بالشكل الذي ذكرت لا يشير بالضرورة لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، متذكرين أن صعوبات اللغة كثيرة عند الأطفال.

وطبعا معظم الأطفال أحيانا لا يستجيبون لأمهاتهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمج في لعب أو هواية ما.

ولكن هناك من الأوصاف مما يستدعي عرض الطفل على طبيب أطفال ليقوم بالفحص العام والشامل، وخاصة مراحل النمو المختلفة لطفل في هذا العمر، ولينفي وجود أي شيء يبرر عدم تقدم الكلام، كمشكلة في السمع مثلا.

إلا أننا لا ننسى أن هناك شيئا اسمه "سمات التوحد"، أي أن الطفل قد لا يكون عنده التوحد كتشخيص، إلا أن عنده بعض الصفات التي يمكن أن نجدها في مريض التوحد، وفي بعض التناذرات أو الأمراض يقوم التشخيص على وجود مجموعة طويلة من الأعراض، والتي نحتاج لعدد محدد منها لتشخيص المرض أو التناذر الذي نتعامل معه، ولكن في بعض الحالات الخفيفة قد لا تكون الأعراض عند المصاب كثيرة وواضحة، فعندها لا نقول أن التشخيص أكيد 100%، وإنما بنسبة أقل من 100% فقد يكون عند الطفل بعض الأعراض التي تشير للتوحد، إلا أنها لا تصل للشكل الأكيد، فنقول عندها أن هناك حالة من سمات التوحد، أي أن هناك بعض المؤشرات، إلا أنها دون العدد المطلوب للجزم بالتشخيص، وبمعنى آخر تكون سمات التوحد أخفّ من تشخيص التوحد، ويكثر عدم اليقين هذا في حال الأطفال الصغار جدا كطفلك، حيث هو ما زال في مرحلة النمو والتطور والتبدل المستمر.

نعم بعض الصفات التي وردت في سؤالك يمكن أن تكون من أعراض التوحد كالتعلق بشيء محدد، وضعف التواصل البصري، إلا أن الصورة غير مكتملة، وأنصح بمتابعة تطوره بالجوانب المختلفة، وبضرورة الانتباه إليه خلال المرحلة القادمة، ولا بأس أن يشرف على نموه وتطوره طبيب نفسي صاحب خبرة في الطب النفسي عند الأطفال.

حفظ الله طفلك وأقرّ أعينكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً