الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علامات الخوف غير المبررة، على ماذا تدل؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني منذ أربع سنوات من اضطرابٍ في النوم، وحالاتٍ من الخوف الشديد غير المبررة من الناس، وقد ظهرت هذه الأعراض فجأة، مع العلم بأنني كنت أتعاطى الحشيش، وتوقفت تدريجياً عنه، المهم: بعد ذلك بشهر بدأت الأعراض بالاختفاء، والآن أشعر بالخوف من مواجهة الأقارب، فأخاف من أن تظهر رعشة اليدين علي، حيث إن الرعشة في اليدين شديدة، وتسبب لي الإحراج، لكنني مع ذلك لا أخاف من الناس، ماذا أفعل؟

هل أتناول الأنديرال أم السيروكسات في حالتي هذه؟ وكم مدة العلاج تقريباً إذا استخدمت السيروكسات؟ وهل خطة العلاج تختلف باختلاف الأعراض؟

شكراً لكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يظهر أن لديك الاستعداد للمخاوف، والمخاوف متعددة، وتختلف من إنسانٍ إلى آخر، ومن بيئةٍ إلى أخرى.

أهم طريقةٍ لعلاج المخاوف هي مواجهتها والإصرار عليها، وعدم تجنب مصدر الخوف، أما العلاجات الدوائية فيعتبر (الزيروكسات) هو أفضل علاج لكل أنواع المخاوف، يليه العقار الذي يعرف باسم (فافرين)، ثم (الأنافرانيل)، أما الأندرال فهو يساعد على تقليل الأعراض الجسدية، مثل الوحشة والرجفة، وتسارع ضربات القلب، والتي تكون جزءاً من القلق النفسي المرتبط بالمخاوف.

أرجو أن تتناول الزيروكسات، وتبدأ بـ 10 مليجرامات (نصف حبة) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بواقع 10 مليجرامات، حتى تصل الجرعة إلى 40 مليجراما في اليوم، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تنقصها لحبةٍ واحدة، وتظل عليها لمدة شهرين، ثم تنقصها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، وفي ذات الوقت يمكن أن تتناول الإندرال 10 مليجرامات صباح ومساء حتى تختفي الرعشة.

هذا العلاج يُعتبر فعالاً ومفيداً، إلا أن 30% من المرضى عرضة للانتكاسات، خاصةً الأشخاص الذين لا تكون لهم الدافعية والإقدام والإصرار لمواجهة مصادر الخوف، وفي حالة الانتكاسة -لا قدر الله- لا بد للإنسان أن يستمر على العلاج لفترةٍ أطول لا تقل عن سنتين.

أود أن أضيف لك أيضاً نوعاً من العلاج السلوكي، وهو أن تخاطب نفسك حوالي خمسين مرةً وتقول: أنا لا أخاف من أقاربي، هم أحب الناس إلي، وتكرر هذا بصفة يومية، وسوف تجد -إن شاء الله- أن هنالك نوعاً من الارتباط الشرطي الإيجابي بدأ يتكون لديك، مما يقلل من هذه المخاوف.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً