الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج القلق النفسي المصحوب باكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدعو لكم بالتوفيق، وأطلب الاستشارة؛ حيث إنني كنت أعاني من ضغوط نفسية بسبب تغييرات في حياتي، والتي سببت لي اضطراباً في النوم، وتوتراً، وارتفاعاً في الضغط.

وقد أزعجني جداً اضطراب النوم الذي سبق وأن تعرضت له خلال أكثر من 7 سنوات، والذي يذهب أحياناً، ولكن لم يعد نومي طبيعياً أبداً؛ مما سبب لي توتراً، وتغيراً مستمراً في المزاج، ولأنه منذ شهر ونصف فقدت التفاعل مع الحياة تقريباً، مع قيامي بجميع واجباتي، وقد تأثرت أسرتي من الوضع، خاصة عندما أسافر معهم في الإجازة، حيث يزداد اضطراب النوم الذي يظهر على شكل استيقاظ مبكر في الساعة الرابعة تقريباً، وبعدها يكون النوم غير مريح، وأصبح بمزاج متوتر مع فقدان الشهية للطعام.

أخبرني أحد الأصدقاء - وهو طبيب - أن ذلك تعب أعصاب، ونوع من التوتر، وأحتاج إلى تغير في نمط الحياة، ونصحني بعدم استخدام العلاج النفسي، خاصة (الموتيفال) الذي وصفه لي الطبيب، هل يمكن أن تزول تلك الأعراض من خلال الصبر وإهمال الأعراض التي أشعر بها؟ مع أنني سبق وأن تعرضت لأعراض مشابهة، وزالت تقريباً إلا اضطراب النوم.

أرجو إفادتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وحيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض التي تُعاني منها، تدل على وجود قلق نفسي مصحوب بدرجةٍ من الاكتئاب، ولا شك أن العلاج يكون بعدة طرق:

منها كما ذكرت: محاولة التكيف مع الوضع، والصبر، وتدارك الصعوبات وحلها، والتفكير الإيجابي، والابتعاد عن التفكير السلبي، إلا أنه اتضح وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الحالات هي في الأصل من أهم أسبابها بعض الاضطراب الكيميائي البسيط الذي يحدث في المخ، والمادة التي دارت حولها الأبحاث، وأُثبت أنها هي المسبب تسمى بـ ( السيروتينين ) وما دام هنالك متغير بايلوجي حيوي، لابد أن يصحح ذلك عن طريق الدواء، وتكون المعالجات الاجتماعية والنفسية وتغيير نمط الحياة داعمة لذلك .

وعليه -ومع احترامي الشديد لما ذكره لك الطبيب- أرى أنه من الأفيد والأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية الحديثة لعلاج هذه الحالة، و(الموتيفال) يساعد كثيراً، لكن هناك أدوية أفضل منه، خاصةً أنك تعاني من اضطرابٍ في النوم، والدواء الذي أود أن أرشحه لك يعرف باسم (Remeron) وجرعته هي حبة واحدة (30 مليجرام ليلاً) ساعة قبل النوم، ويجب أن لا تقل مدة العلاج عن ثلاثة أشهر.

هذا الدواء يُعتبر من الأدوية السليمة بصورة عامة، وإن كان يسبب زيادةً بسيطة في الوزن لبعض الأشخاص.

هنالك أدوية أخرى ربما تكون قديمة بعض الشيء، ولا تخلو من آثارٍ جانبية، كالشعور بالجفاف في الفم، والإمساك، ومن هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم (تربتزول Tryptizol)، وجرعته هي 25 مليجرام ليلاً، يمكن أن تُرفع إلى 50 مليجرام ليلاً بعد أسبوعين، ويجب أن لا تقل مدة العلاج من ثلاثة إلى ستة أشهر .

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً