الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج نهائي لحالة الصرع والتشنج عند طفلي؟

السؤال

لدي طفل يبلغ من العمر تسع سنوات، بدأت معه التشنجات منذ أن كان عمره أربع سنوات، وذلك بعد سقوطه على رأسه عندما كان يلعب وهو يتناول الطعام واختنق بطعام –لا أعلم من اللعب أو أنه من التشنج نفسه- وظل فاقد الوعي حوالي ربع ساعة حتى أخرجنا القطعة، وبدأ بالتنفس، وفي تلك الليلة بدأ بالتشنج عدة مرات، ثم بعد ذلك جلس أسبوعا وكان طبيعيا واختفت التشنجات ثم فجأة تشنج وهو يأكل، ذهبنا به إلى المستشفى ومكث شهرين بين فحوصات وتخطيط للرأس، وكل دكتور له رأي في حالته، إلا أن التخطيط أظهر خطوطا تدل على أن التشنجات تشمل جميع الرأس، ولم يتحسن حتى الآن، وهو على العلاج منذ خمس سنوات.

تنوم عدة مرات، وجميع الأشعة التي عملت له أجمعت على تشنجات في جميع الرأس، وهذه الأدوية التي يأخذها الآن هي:

- (DEPAKINE 57.64mg) يعطى 3مرات في اليوم، الخامسة فجرا، ثم الواحدة ظهرا، ثم التاسعة ليلا، والجرعة 6م و4شرطات.
- (Lamictal ٥٠ mg) مرتين، حبة الساعة 12ونصف ظهرا، وحبة 12ونصف ليلا.
- (Rivotril clonazepam 0.5 mg ) مرتين، حبتين ظهرا 12 ونصف، وحبتين ليلا 12 ونصف.
- (CARNITENE٢٠ ml) مرتين، 1م ظهرا، و1م ليلا.
- (في _ دي 3 10 ml) مرة في اليوم 6 نقط.
- (adderall XR ١٠ mg) كبسولتين كل صباح في أيام المدرسة، وكبسولة في الأيام العادية.

بالنسبة للدواء الأخير فإنه لمساعدة طفلي في الدراسة، وهو جيد للتركيز، لكن عندما بدأنا به كان لا يأكل طوال اليوم وهادئ جدا، ولا يهمني هدوؤه بقدر ما تهمني شهيته المفقودة نهائيا؛ لا يأكل أي شيء، فقررت بدون علم الدكتور أن أخفف الجرعة وتكون كبسولة في أيام الدراسة ونصفا في الأيام العادية، وأحيانا ألغيها تماما في الأيام العادية، وقد عرف الدكتور بالأمر وأخبرته السبب لكنه قال لي: ارجعي لنفس الوصفة، وأنا مترددة جدا فما رأيك يا دكتور؟

أيضا اقترح علينا الأطباء جهازا يوضع تحت الجلد؛ لمنع التشنجات مع الاستمرار في الأدوية فرفضنا؛ لأن الطفل يتعرض للسقوط فخفنا عليه كثيرا، لا أريد أن يبقى طفلي طول حياته على أدوية أعلم أنها ستضره مع الوقت؛ لأن الكلمات أصبحت ثقيلة قليلا.

هل هناك دكتور معروف خارج المملكة أستطيع الذهاب إليه وتنصح به؟ وهل سيؤثر الدواء على طفلي مع الوقت؟ خاصة أنه الآن يدرس -الحمد لله- لكني متعبة في تدريسه قليلا لقلة تركيزه مع أنه ذكي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لابنك الشفاء والعافية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أُقدِّر كل كلمة وردت في رسالتك، وأعرفُ مستوى انزعاجك الوجداني حيال طفلك، والذي نسأل الله تعالى له العافية.

هنالك قلة من الأطفال تكون استجاباتهم للأدوية المضادة للصرع محدودة، لكن يُعرف أن هنالك تطورا إيجابيا يحدث مع مرور الأيام والعمر.

الذي طمأنني هو أن ابنك من الواضح توفَّر له الرعاية الطبية العصبية المطلوبة، وأفضل طبيب يشرف على علاجه قطعًا هو طبيب الأعصاب المختص في مرض الصرع، ويظهر لي أن هذا هو الوضع وهذا هو الحال.

الأدوية التي يتناولها أدوية ممتازة، وأدوية سليمة، وهي جمع ما بين مركبات قوية وفاعلة جدًّا لعلاج مرض الصرع، نسأل الله تعالى أن ينفعه بها.

وبالنسبة للنوبات التي تحدث له: هذه نسأل الله تعالى أن تختفي تدريجيًا، المهم هو أن تكون جرعات الدواء سليمة وصحيحة ومحسوبة على وزن الطفل، وأن يكون هنالك التزام قاطع بإعطائه الدواء وفي زمنه، وقطعًا أنت مُدركة ومُلمَّة بأهمية ذلك تمامًا.

بالنسبة لعقار (adderall XR): هذا أحد مكونات الـ (أمفتامينات AMPHITAMINES) الرائعة جدًّا لعلاج فرط الحركة وتحسين التركيز عند الأطفال. الطبيب مُحقٌ حين قال لك: (ارجعي إلى الجرعة الصحيحة) هذا أفضل، ومن مصلحة الطفل، والدواء بالفعل فاعل جدًّا، ولا يتعارض أبدًا مع أدوية الصرع، وهو بالفعل مُحسِّنٌ للتركيز، ومُقلل للحركة، ويعطي الطفل مقدرة جيدة جدًّا من أجل الاستيعاب الأكاديمي.

الدواء بالفعل قد يؤدي إلى ضعف في النوم وكذلك قلة في الشهية، لكن هذا يختفي تدريجيًا.

الحمد لله تعالى أن هذا الطفل يتمتَّع بدرجة ممتازة من الذكاء، والتركيز –كما ذكرنا لك– يتحسَّن مع تناول الـ (adderall) بصورة صحيحة.

الطفل قطعًا قد تجدين بعض المتاعب من جانبه، لأنه طفل خاص وذو علة خاصة، وقطعًا يجب أن يُراعى، لكن يجب أن تكون هنالك حماية مطلقة بالنسبة له، لأن هذا فيه خلل تربوي كبير، نُحفزه على ما هو إيجابي، نتجاهل ما هو سلبي، وفي بعض الأحيان نوبِّخه إذا كان التصرف السلبي لا يمكن السكوت عليه، لكن التعزيز الإيجابي دائمًا يفيد في هؤلاء الأطفال.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب رشيد الورتناني

    بارك الله فيكم وعلى علمكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً