الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب سيلان الدموع لأتفه الأسباب، وكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أحب أن أشكر هذا الموقع الموفق من الله، والذي غير الكثير من حياتي، فهنيئا لكم الأجر في الدنيا والآخرة.

مشكلتي بسيطة نوعا ما، ولكنني أعاني منها منذ طفولتي، وهي أنني أشعر بالبكاء في كثير من المواقف حتى لأتفه الأسباب، وأحيانا أقول حينها في نفسي: لم أنا أبكي رغم أنه لا يحتاج لكل هذا الحزن، والكل يلاحظ ذلك.

فمثلا: عندما نتجادل أنا وأختي، وتقوم بضربي، تبدأ عيناي بالدموع رغم أنني لا أتألم، وأنا لا أحب أن أكون كذلك، فالكل يصفني بالحساسة دائما، فما السبب برأيكم؟ وكيف أتصرف في تلك المواقف؟ وما الذي يجب علي فعله كي أتجنب البكاء دائما؟

مع العلم أني لا أحب البكاء أمام الآخرين، وحتى عندما أتعرض لمشكلة فإنني أحب أن أبكي بمفردي ولا أبكي إلا نادرا، وعندما أشعر بالبكاء أمسح دموعي ولا أبكي حتى بمفردي، فهل قلة بكائي سبب في سهولة البكاء أمام الآخرين أم ماذا؟

كما أن دموعي دائما تسيل عند الضحك، والتثاؤب، ونادرا عندما أعطس، وأحيانا عندما أستلقي على السرير قبل النوم، وعندما أنام على جنب فإن دموعي تسيل، وأحيانا تنزل بكثرة بدون سبب وكأنني أبكي، فما السبب؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

البكاء يعتبر نوعا من التفريغ الانفعالي، وهو مطلوب في حالة الأزمات؛ لأنه يخفف وطأة المصيبة، ويدل على الرحمة والرأفة ورقة القلب.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال دخلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبي سيف القين، وكان ظئرا لإبراهيم -عليه السلام-، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وأنت يا رسول الله، فقال: (يا ابن عوف إنها رحمة)، ثم أتبعها بأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون).

وقد روى الترمذي وحسنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).

وروى البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).

في مثل هذه المواقف -أختي الكريمة-: البكاء محمود وفي خير، أما البكاء الذي يعبر عن العجز، وعدم تحمل المسئولية، والتراجع، والاستسلام، وعدم المواجهة، فهذا ليس محمودا؛ لأن المؤمن قوي بالله عزَ وجلَ وشجاع وفطن.

أختي الكريمة: ربما تكوني محتاجة لتدريب آلية الدفاع عن النفس بالتعبير اللفظي، فحاولي تدريب نفسك في البداية بتصور المواقف التي تتوقعين البكاء فيها، مثلاً إذا اتهمت بفعل شيء لم تفعليه، فكيف تدافعين عن نفسك، وتصوري الحوار الذي يدور بينك وبين الشخص الآخر، وما هي الأسئلة التي يمكن أن تسأليها، وما هي الأدلة والبراهين التي يمكن الاستناد عليها؟ وهكذا.

مثلي دور الشخصيتين وأنت تجلسين لوحدك، أو أمام المرآة، كرري ذلك عدة مرات بتصور مواقف مختلفة، وحاولي بعد ذلك تطبيق ذلك في المواقف الحقيقية شيئاً فشيئا إلى أن تصلي للمستوى الذي تدافعين فيه عن نفسك بكل ثقة.

نسأل الله لك الإعانة على كل مكروه يصيبك.
_____________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ علي أحمد التهامي -استشاري نفسي إكلينيكي-.
وتليها إجابة الدكتور/ شادي زهير طعمة -اختصاص أمراض العيون وجراحتها-.
______________________________________________

الدموع المستمرة ناتجة عن زيادة بإفراز الدمع، أو نقص بتصريفه.

وزيادة الإفراز: تكون بسبب المخرشات التي تسبب الالتهابات التحسسية، كالروائح المخرشة، والعطور، وأشعة الشمس، والغبار، وهنا يجب الابتعاد عن التعرض لهذه العوامل.

أما نقص التصريف: فيكون نتيجة تضيق أو انسداد بمجرى الدمع، ويتم الكشف عنه بالفحص الدقيق عند الطبيب، حيث يحدد مكان وشدة التضيق أو الانسداد، وعلى حسب الموقع يكون العلاج بالتوسيع للمجرى، أو وضع أنبوب سيليكون، أو مفاغرة كيس الدمع، وتصريف الدمع باتجاه الأنف.

مع أطيب التمنيات لك بالشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً