الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتظمت دورتي بعد علاج التكيس لكنها لم تعد كعادتها، فما السبب؟؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على وموقعكم، وجعله في ميزان حسناتكم -إن شاء الله-.

أود أن أسألكم عن حالتي المرضية، منذ سنتين في شهر (9) للعام (2012) بدأت أعاني من اضطرابات الدورة الشهرية، فقد كانت تأتي بشكل غير منتظم مرة، ثم تأتي كل (60) يوما، ومرة أخرى كل (50) يوما، وأخرى كل (40) يوما.

لم يكن لدي أي علم حول ماهية الموضوع، ولم أهتم به، وفي شهر (4) من عام (2014) تزوجت، وكانت الدورة السابقة لزواجي في اليوم (12) من نفس الشهر، أي قبل زواجي بحوالي (13) يوماً، لكنها أتت بعد تناولي لحبوب (برايملوت نور)، ثم انتظرت الدورة ولم تأت حتى تاريخ (31 - 5 - 2015)، فبدأت بتناول الحبوب مرة أخرى حتى تنزل الدورة، فقد عانيت المشاكل بسببها، بعد تناول الحبوب نزلت الدورة ولكنها كانت خفيفة جداً، وعلى غير عادتها، فأرجعت السبب إلى الدواء وما إلى ذلك، ثم تأخرت بعد ذلك، ولم تأت حتى تاريخ (11 - 8 - 2014)، فذهبت إلى المستشفى وطلبوا مني مجموعة من الفحوصات للهرمونات.

قمت بعمل الفحوصات والتحاليل المطلوبة، فتبين بأن نسبة هرمون الغدة الدرقية (5.1)، وأن هرمون (fsh&lh) متساوي تقريباً مع هرمون الغدة الدرقية، قال الأطباء بأنني أعاني من تكيس المبايض، وبعد الفحص الداخلي طلب الطبيب تناول دواء (كلوكوفاج)، ثلاث حبات يومياً، بعدها بدأت أعاني من اضطرابات الجهاز الهضمي، وكنت قد ذهبت إلى عيادة الغدة الدرقية، وبدؤوا في إعطائي دواء (الثايروكسين) جرعة (75ملغ)، كنت أتناول الحبة بجرعة (100 ملغ)، فكنت أقسمها إلى أرباع، وأتناول (3/4) الحبة.

بعد شهرين من تناول الدواء قال لي الطبيب بأنه يجب أن أتوقف عن استخدام الدواء لمدة شهر كامل، ثم أعود لفحص الهرمون من جديد، وبعد مرور شهر قمت بفحص هرمونات الغدة، وكانت قد انتظمت لدي، ووصلت نسبة الهرمون المرتفع إلى (1.4)، وقال الطبيب بأنه لا حاجة لي بالدواء، فتوقفت عن تناوله منذ ذلك الحين.

توجهت إلى العيادة النسائية لحل مشكلة التكيس، لكنهم لم يفيدوني بشيء، طلبوا مني عمل صورة ملونة للرحم، وقالوا لي راجعي العيادة في شهر يناير للعام (2015)، إذا لم تكوني حاملاً فسنقوم بعمل الصورة.

سلمت أمري لله، وحينما ذهبت في شهر (1) إلى العيادة، لم تكن طبيبتي المسؤولة موجودة، فقمت بالكشف عن حالتي عند الدكتور المتواجد، وقمت بشرح القصة كاملة، فصرخ بأعلى صوته لا تقومي بإجراء هذه الصورة في الوقت الحالي، فلم يمر على زواجك أكثر من سنة، وهذه الصورة نجريها لمن تزوجوا لأكثر من سنتين ولم يسبق لهم الحمل، ولم يكن لديهم أي مشاكل، بعدها قرأت عن نبتة المردقوش وفوائدها العظيمة، فبدأت بتناولها لمدة (14) يوما مرتين في اليوم على الريق، أشرب كأساً، وآخر قبل النوم، ووجدت تحسناً -بفضل الله- فذهبت إلى طبيبة في عيادة خاصة، وبعد الفحص تبين أن التكيس كان موجوداً على كلا المبيضين، واكتشفنا وجود كيس ماء من المبيض يضغط على الرحم، وقطر الكيس (5 سم).

أعطتني الطبيبة دواء (ياسمين)، وهي حبوب مانعة للحمل، (وسينامون)، وحبوب زيت السمك، مع استمراري على (الكلوكوفاج) وبعد زيارتي لها أتت الدورة الشهرية في نفس اليوم، وبعد الاستمرار على
الدواء لمدة (21) يوما، جاءت الدورة على موعدها، أي بعد (30) يوما من الدورة الشهرية السابقة، فذهبت إلى زيارة الطبيبة مرة أخرى بعد الدورة بأسبوع، فأخبرتني بأن الكيس قد زال تماماً، وقد ذهب التكيس ولم يعد موجوداً، ففرحت كثيراً.

طلبت مني الطبيبة أن أستمر على العلاج لمدة شهرين، وبالفعل واظبت على العلاج، ولكن الدورة الماضية أتت على غير عادتها، فقد جاء الدم باللون الأسود، وكميته قليلة، واستمر لمدة ثلاثة أيام، رغم أن الوضع الطبيعي لها هو ستة أيام، كانت آلام الدورة بسيطة جداً، ولكنني قبل مجيئها عانيت من آلام الظهر والبطن والصدر، والنغزات على جانبي الأيمن، والآن بعد أسبوع من الدورة، أشعر بألم على كلا الجانبين الأيمن والأيسر عند أسفل البطن.

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالدورة الشهرية تكون منتظمة إذا كانت كل (34) يوما فأقل، وكون أن الدورة الشهرية وصلت إلى (60 و50 و40) يوما، فهذا يعني أن الدورة الشهرية غير منتظمة، والتبويض ضعيف بسبب التكيس، وبسبب كسل الغدة الدرقية، وربما يوجد ارتفاع في هرمون الحليب.

ويجب الاستمرار على علاج (الثيروكيسن)، ولكن الجرعة كانت عالية في البداية، ولك أن تتناولي جرعة (25 mcg) أو ربع قرص يومياً دون توقف، مع إعادة تحليل الهرمون المحفز كل ثلاثة شهور، لأنه ليس معنى أن الهرمون وصل إلى (1.4)، أن الكسل قد شفي تماماً، بل معناه أن الجرعات كانت زائدة، وتم ضبط نسبة الهرمون بشكل سريع، وعند التوقف عن تناول (الثيروكسين)، سوف يرجع المحفز لأكثر من خمس مرات أخرى، وترجع الغدة إلى الكسل وضعف التبويض.

ويجب تناول قرص واحد من حبوب (جلوكوفاج) بعد الغذاء لفترة، حتى تقل متاعب الجهاز الهضمي، ولكن لا تتوقفي عن تناوله، ويمكن العودة إلى تناول قرصين بعد ذلك، والعمل على إنقاص الوزن، وكما هو معروف فإن السبب الرئيسي في حدوث التكيس أو الأكياس الوظيفية، هو الوزن الزائد، وبالتالي يمكنك اتباع برنامج علاجي وغذائي يشمل الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة، لمحاولة ضبط الهرمونات، وضبط الدورة الشهرية، وعلاج الأكياس الوظيفية، ووقف التكيس، ولعلاج الألم من خلال تناول حبوب منع الحمل (ياسمين) أو (كليمن) لمدة من (3 إلى 6) شهور، مع التوقف عند انتهاء الشريط، حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب (دوفاستون) التي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها (10 مج)، تؤخذ مرتين يومياً من اليوم (16) من بداية الدورة، حتى اليوم (26) من بدايتها، وذلك لمدة من (3 إلى 6) شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر مثل، (total fertility)، ويمكنك أيضاً تناول كبسولات (اوميجا 3) أيضاً يومياً واحدة، مع تناول حبوب (Fesrose F)، التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك اسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين (د)، جرعة (600000) وحدة دولية في العضل كل ستة شهور؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش، والميرامية، القرفة، وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، وفي نهاية تلك المدة يمكنك عمل التحاليل وهي: FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN -TESTOSTERONE، في ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون (PROGESTERONE) في اليوم (21) من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض، خصوصاً في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً