الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ووساوس وأفكار متسلطة على فتاة

السؤال

تحية طيبة لهذا الموقع الرائع! وأطلب من الله أن يكون شفائي مما أشكو منه على أيديكم!

أنا فتاة معروفة بين أهلي وصديقاتي بأنني خجولة وحساسة جداً! ولكن في نفس الوقت عصبية جداً! المشكلة ليست هنا، المشكلة أني تخرجت قبل ثلاثة أشهر من الجامعة، وأنا لم أعمل حتى الآن، وفي أحد الأيام جلست مع صديقة قديمة؛ فأطلعتني على مشكلة عانت منها وانتهت، وهي أنها تعرضت وهي صغيرة إلى تحرش جنسي من أحد أقاربها! ولم تطلع أحداً، وكانت ترفض الزواج عندما كبرت؛ خوفاً من أن تتهم بشيء هي لم تفعله! فأطلعت أمها عليه، وأخذتها أمها إلى طبيبة نسائية، وفحصتها، ووجدت أضراراً! ولكن أخبرتها بأنها يمكن أن تتزوج.

طبعاً هذه الفتاة ملتزمة جداً، وصاحبة دين، لكن يا ليتها لم تخبرني! فلقد ذكرتني بواقعة حصلت لي وأنا صغيرة، اعتقدت أني نسيتها، ولم تكن كبيرة مثل ما حصل معها؛ فأصبحت الوساوس تطاردني! ولم أعد أقدر على النوم، أو الأكل، أو الجلوس مع أحد!

أحس بشيء سرق مني، وأنا في هذه الأمور أخجل جداً جداً! ولا أستطيع أن أخبر أمي! بعد شهر طلبت من هذه الصديقة أن تأخذني إلى طبيبة، بعد أن أطلعتها على القصة، وحالتي النفسية، فقالت أنه لم يحدث لي شيء، ولكنني أصررت على الذهاب إلى الطبيبة، ولم أخبر أمي ( وأنا أحس أني خنت أمي؛ لأني لم أخبرها، وأنا لم أكذب عليها قط ) أخذتني إلى طبيبة غير التي ذهبت إليها؛ ففحصتني، وقالت: أنني سليمة، ولا أعاني من شيء.

ولكن أعصابي حتى الآن لم تهدأ! وأحس أني أعاني من مشكلة، وأنها فحصتني بسرعة، وقد تكون أخطأت! أنا الآن أحس بأني إنسانة مدمرة! طموحي في أن أعمل، وأكون إنسانة ناجحة ذهبت! وأحس أني أصبحت أفقد إيماني؛ لأني أدعو الله أن يخلصني من هذا الوسواس! ولم أتخلص!

أنا أعاني من ضعف ثقتي بنفسي من قبل، والآن الله أعلم بحالي! أرجوكم ساعدوني! أريد أن أتكلم! أنا من النوع الذي يتكلم كثيراً عن مشاكله، لكن هذه المشكلة لا أستطيع! عدت أشكي إلى هذه الصديقة؛ فقالت: أنت تريدين أن تخلقي لنفسك مشكلة، وأنت ليس عندك مشكلة! أنا أقول: لو أني أذهب إلى طبيبتها، ستحل مشكلتي، وأطمئن، لكنها لا تستطيع أن تأخذني إليها! ساعدوني، أرجوكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالفعل هذا واحد من الوساوس الحساسة التي كثيراً ما تُعرض علينا، فمثل هذه الأفكار تتسلط على الإنسان، بالرغم من بعض القناعات بأنها أفكار سخيفة .

أود أن أنصحك وبكل قوة أن لا تذهبي لأي طبيبة مطلقاً للتأكد من العذرية، فقد أُكد لك أنك عذراء، والتمادي والذهاب للأطباء سوف يجعل الفكرة الوسواسية تقوى وتستفحل بصورةٍ أكبر.

لا أُنكر مطلقاً أن عدم ذهابك للطبيبة سوف يسبب لك قلقاً، ولكن صدقيني أن هذا القلق سوف يرتفع أولاً، ثم بعدم إصرارك بالذهاب للطبيبة سوف يبدأ القلق في الانخفاض، ثم التلاشي، وحتى نستطيع أن نساعدك بصورةٍ أكثر أود أن أصف لك بعض الأدوية التي هي سليمة جداً، ومضادةٌ للقلق والوساوس، ولكنها تتطلب بعض الصبر حتى تجني الفائدة المرجوة منها .

وأفضل هذه الأدوية يعرف باسم زيروكسات SEROXAT، ويمكن أن تبدئي بجرعة نصف حبة لمدة أسبوع، ثم تُرفع الجرعة إلى حبة كاملة، وتستمري على هذا المنوال لمدة شهر، ثم إذا لم تبدأ الأعراض ( أعراض الوساوس) في القلة والتلاشي، أرجو أن تُرفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، ولابد أن لا تقل مدة العلاج عن ستة أشهر، ثم يمكن أن تخفضي هذا الدواء بواقع نصف حبة كل أسبوعين، ثم يمكن أن يوقف .

هنالك أدوية بديلة كثيرة، منها: فافرين، وبروزاك، وليسترال .

أخيراً: أرجو مخلصاً أن تحاولي بكل جهدٍ لتقليص وتحقير هذه الفكرة الوسواسية، وسوف تجدين إن شاء الله أنها قد اختفت تماماً .

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً