الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفتقر إلى الثقة في النفس وأشعر بالفشل لأني لا أعمل!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، وجعله الله لكم في ميزان حسناتكم.

أنا سيدة متزوجة، وأم لطفل، أعاني من قلق وتوتر، حتى البعض يلاحظ توتري، ودائما أسمع جملة: اهدئي، لماذا أنت متوترة؟ أغضب سريعا، ثم أرتجف وأبكي، وحتى عندما أكون هادئة أعاني من رعشة في الأطراف، لكنها تزداد مع الغضب.

دائما أرى نفسي أقل من الآخرين، لا أبادر في كسب الصداقات، فقط أصادق من يبادر في طلب الصداقة ويهتم بي، أشعر أنني مرفوضة ممن حولي، ولا أثق في نفسي، وأتحدث بصوت منخفض، وأخاف من الانتقاد كثيرا، وأشعر بالضيق كثيرا والملل، وليس لدي صديقات أبدا، وساعات نومي قليلة، حيث أنام في الثانية ليلا وأستيقظ في السادسة صباحا، وأشعر أنني إنسانة فاشلة عندما أفكر أنني لم أنجز شيئا في حياتي، فأنا خريجة جامعة لكنني لا أعمل، وأفكر كثيرا في عمل مشروع لأثبت به ذاتي وليس للربح المادي.

أحتاج إلى أدوية نفسية غير ضارة، تخفف من التوتر، وليس لها آثار جانبية في حالة الحمل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هوِّني على نفسك – ابنتي العزيزة – فأنت لست فاشلة، والدليل على ذلك أنك الآن متزوجة، ولك طفل، وهذا الشيء ترغبه الكثير من الفتيات المتعلمات واللواتي لهنَّ وظائف مرموقة، فالأمومة أعظم شيءٍ عند المرأة.

إنك إنسانة حسَّاسة ورقيقة، وحسَّاسة أكثر من اللزوم، وهذا انعكس على علاقتك مع الآخرين، تتعاملين مع الآخرين بحساسية زائدة؛ ممَّا أدى إلى عدم تكوين صدقات، فهوّني على نفسك؛ فلك الكثير من الإيجابيات في حياتك.

لم تذكري ما هي نوع العلاقة مع زوجك، وأسأل الله أن تكون علاقة طيبة، وأن يكون شخصٌا داعما متفهما لك، فهذا أهم لك، طالما أنك امرأة متزوجة.

إنني أرى أنه من الأفيد لك إذا كان عندك حتى صديقة واحدة، أو قريبة واحدة، أن تكوني معها صداقة، وتتكلمي معها، وتبثي لها همومك ومشاكلك؛ فإن هذا سيُريحك كثيرًا وسيُساعدك، وهذا قد يكون أفضل من الأدوية أو علاجات.

إنني لا أعلم ظروفك ولا أعلم مَن حولك، وإذا تعذر هذا الشيء فإن هناك دواء يُسمَّى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) ويسمَّى تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) بجرعة عشرين مليجرامًا، يأتي في شكل كبسولات، يمكنك أن تتناولي كبسولة يوميًا بعد الإفطار، وهو -بإذن الله- مُجرب ولا يُؤثِّر على الحمل.

حسِّني علاقتك بالله، وحافظي على صلاتك وعلى أذكارك، واقرئي القرآن؛ فهذا كله من الأشياء التي تُساعد كثيرًا على الطمأنينة وإزالة القلق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً