الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من سخونة بوجهي وأطرافي وصداع دائم، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الدكتور: أنا عمري 18 سنة، ونسبة دمي أو قوته (17) وتضايقني كثيرًا سخونة بوجهي وبالأطراف، وصداع دائم، ووجهي دائما أحمر، وإذا عملت أي مجهود -ولو كان صغيرًا- أدوخ، ووجهي وعيوني يصير لونها أحمر، مع العلم أني لا أدخن السجائر ولا الأرجيلة وفحوصاتي (تحليل الدم) كلها جيدة، والحمد لله.

انصحوني ماذا أعمل؟ فقد ذهبت لأتبرع بالدم فمنعوني. وقد قيل لي: إن نسبة الدم بعد التبرع ترجع أقوى من الأول.

ساعدوني، فأنا أنتظر إجابتكم على أحر من الجمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sameh حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن رقم الهيموغلوبين عندك نظرياً ضمن المعدل الطبيعي، فالمعدّل الطبيعي للهيموجلوبين يختلف من شخص لآخر حسب عمره وجنسه كما يلي:
النسبة الطبيعيّة للرجال: من (13.5-17.5) جرام/ديسليتر.
النسبة الطبيعيّة للإناث: من (12-16) جرام/ديسيلتر.

ولكن إن كان المعدل لديك في تحليل سابق أقل من هذا الرقم بشكل ملحوظ، وإن هذا الرقم الحالي هو ارتفاع حديث؛ فهذا يعد دليلاً عى وجود احميرار بالدم (Polycythemia) أو كثرة الكريات الحمر، وكذلك الأمر ولكون عمرك صغيرًا, وأن كثيرين يعتبرون أن الرقم الطبيعي الأعلى للفتيان الكبار أي كالذين بعمرك هو 16، فنحن أمام حالة يمكن وصفها بحالة احمرار في الدم، حتى يثبت العكس، ولا بد من إجراء تقصٍّ وبحث عن السبب.

ولاحمرار الدم أسباب عديدة، والعلاج يختلف حسب السبب:
1- احمرار الدم الحقيقي: وهو عبارة عن حالة مرضية تكاثرية في نخاع العظام، بحيث أنّ عدد خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية يرتفع إلى درجة تؤدي إلى زيادة في حجم الدم الكلي، ولكن وبسبب العدد المتزايد لخلايا الدم الحمراء بقيت تسمية المرض بـِ (احمرار الدم).

ويعالج بالفصادة، أي تبرع بالدم للوصول إلى رقم هيماتوكريت وهيموغلوبين طبيعي، بالإضافة إلى المعالجة الكيميائية، ومعالجة الأعراض كالحكة، والأسبرين لمنع الإصابات التخثرية، وخافضات حمض البول، مع الإكثار من السوائل.

2- احمرار الدم الثانوي: أي ارتفاع في الكريات الحمراء ثانوي لنقص الأكسجة، بسبب أمراض رئوية قلبية مثلا كالربو، والأمراض الرئوية السادة المزمنة، وذات الرئة، والعيش بالمناطق المرتفعة، والتعرض المزمن لأول أكسيد الكربون كالتدخين، وهنالك أسباب أخرى كبعض الأورام المنتجة لمركب الأرثروبيوتين، وهو المحرض على إنتاج كريات الدم الحمراء.

3- احمرار الدم النسبي: ويحدث بسبب نقص حجم البلاسما بسبب الجفاف نتيجة للإسهال الشديد، أو الإقياء الشديد، تصنيع كمية أكبر من الهيموغلوبين.

ومن حيث المبدأ لا مانع من التبرع بالدم الدوري لمرضى الاحمرار الدموي بهدف إنقاص كثافة الدم ولزوجته، وتخفيف الأعراض التالية لهذا كالصداع، وحس التوهج، وغيرها، إلى أن تصل دراسة الحالة إلى العلاج المطلوب.

أنصحك بمراجعة طبيب مختص في أمراض الدم، مع تمنياتي لك بالصحة الوافرة بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً